ثورة البحرين … في سطور

كما حصل في مصر وتونس، سار شعب البحرين على الخطى ذاتها فكان تاريخ الرابع عشر من شباط موعدها لاطلاق ثورتها، حيث اعتصم مئات المواطنيين في ميدان اللؤلؤة وسط العاصمة مطالبين بتغيير النظام في المملكة.
وفي تعريفنا للثورة يتبين وكمصطلح سياسي "الخروج عن الوضع الراهن سواء الى وضع أسوأ أو أفضل من الوضع القائم"، وهذا ما ينطبق على الشعب البحريني الذي يسعى من منظوره للخروج عن وضعهم الراهن الى الأفضل. أما لماذا قامت الثورة؟ تكثر الدوافع ولعلّ أهمها الطائفي من خلال التجنيس السياسي إذ عمدت السلطة البحرينية الى تجنيس العديد من السعوديين السنّة ليتساووا مع مواطنيها الشيعة، إضافة الى وضع دستور جديد يحقق العدل والمساواة بين جميع المواطنين.
بعد مضيّ أكثر من شهر تقريبا على انطلاقة الثورة وفشل كل وسائل القمع السلمية، إتجهت السلطة الى إتخاذ تدابير تصاعدية إستدعت بموجبها قوات سعودية قدّرعدد جنودها بألف جندي، للحفاظ على الأمن، فضلا عن إستعانتها أيضا بقوات إماراتية وكويتية من ضمن قوات "درع الجزيرة".
المعارضة البحرانية ذات الأكثرية الشيعية إعتبرت وجود هذه القوات إحتلالا وحربا غير معلنة من قبل جيش الإحتلال، مطالبة الأمم المتحدة بتوفير الحماية للمدنيين البحرانيين المهددين، وذلك بعد إقتحام قوات الأمن البحرينية مدعومة بالقوات السعودية والإماراتية لدوّار اللؤلؤة وإخلائه من المتظاهرين، بإستخدام الغاز المسيّل للدموع والدبابات وطائرات الهليكوبتر وفرض حظر تجوّل.
في المقابل، إعتبرت السلطة البحرينية وصول ألف عسكري سعودي وخمسمائة عسكري إماراتي خطوة طبيعية يسندها ميثاق الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون، الذي جرى التأكيد عليه أكثر من مرة في إجتماعات طارئة للمجلس أعقبت إنطلاق الثورتين التونسية والمصرية. وقد أعلنت حالة الطورئ لمدة ثلاث أشهر في ظل تصاعد التوتر والعنف.
اما إيران فقد حثّت البحرين على عدم السماع بالتدخل الخارجي في شؤونها، اذ إنتقد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إقتحام دوّار اللؤلؤة وقال بأنها غير مبررة، وألقى اللوم على الولايات المتحدة، ما استدعى سحب المنامة لسفيرها من إيران إحتجاجا على موقفها من إرسالها قوات خليجية للبحرين.
وندّدت مفوّضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان بقيام قوات الأمن في البحرين بهاجمة المستشفيات والمراكز الطبية بشكل ينتهك القانون الدولي، كما أعرب "الأمين العام " للامم المتحدة بان كي مون عن إنزعاجه من عدد القتلى الذين سقطوا في الأيام القليلة الماضية، كذلك فعل كل من "وزير الخارجية الألماني" جيدو فيسترفيله، فيما إتصل "رئيس الوزراء البريطاني" دايفيد كاميرون بالعاهل البحريني لحثّه على الحوار والرد على التظاهرات بإصلاحات وليس بالقمع. من جانبها أعربت فرنسا عن أسفها لأعمال العنف داعية الى الحوار للخروج من الأزمة.
أمّا الولايات المتحدة الأمريكية وعلى لسان كبار مسؤوليها أعلنت بأنها لم تتلق أية مؤشرات على أن السعودية ستتدخّل عسكريا في البحرين، إذ قالت "وزيرة خارجيتها" هيلاري كاينتون أن البحرين وحلفاءها الخليجيين الذين أرسلو قوات لمساعدتها في إخماد الإحتجاجات يتبعون مسارا خاطئا، وأضافت:"ما يحدث مثير للقلق ونعتقد أنه لا توجد إجابة أمنيّة على تطلعات ومطالب المحتجيين"، ودعت للتفاوض من أجل حلّ سياسيي مع المحتجين". بدورها السعودية صرّحت بأن دورها يقتصر على حماية المنشآت الحيوية.
في لبنان نفّذ عدد من الداعمين لثورة البحرين إعتصاما أمام مبنى الإسكوا في بيروت تحت عنوان "النصر لبحرينيين مستنكرين إستخدام القوة ضدهم".
كيف ستنتهي الثورة في البحرين؟ هل ستحقق المعارضة أهدافها؟ أم أنها ستستسلم لقوات "درع الجزيرة" وميثاق مجلس التعاون الخليجي؟ سؤال لا يسعنا سوى إنتظار الأيام للإجابة عليه.

السابق
حزب الله: ثورات العرب مقاومة … والنظام اليمني مجرم
التالي
وزارة الخارجية تشكو ليبيا واسرائيل للأمم المتحدة