صقر: لا استبعد الحوار مع حزب الله حول سلاحه

بعد الحملة على السلاح والحشد الشعبي الكبير في 13 آذار:
هل تتّجه قوى "14 آذار" للحوار مع حزب الله و"قوى 8 آذار"؟

نجحت "قوى 14 آذار" في إثبات قوتها الشعبية وحضورها السياسي القوي من خلال الاحتفال الذي أقامته يوم الأحد الماضي في "13 آذار". وبغض النظر عن الرقم النهائي للحشود الشعبية، سواء كان (60 ألفاً أو 90 ألفاً حسب مصادر 8 آذار وجهات اعلامية) أو وصل الى مئات الألوف حسب مصادر قوى 14 آذار، فإن عودة جمهور قوى "14 آذار" الى ساحة الشهداء شكلت رسالة واضحة الى استمرار تمتع هذه القوى بحضور شعبي فاعل لا بدّ ان يحسب له الحساب على الصعيد السياسي والإعلامي.
كذلك ان الحملة الاعلامية وخطابات قيادات "14 آذار" على "سلاح حزب الله" نجحت في إعادة طرح النقاش العلني حول هذا الملف، بغض النظر عن النتائج العملية والمباشرة لهذه الحملة وكيفية ترجمة هذه الحملة الى خطوات عملية.
لكن يبقى السؤال الأهم الذي ينبغي طرحه على قوى 14 آذار: ماذا بعد 13 آذار؟ وما هي الخطوات العملية التي سيتم القيام بها في المرحلة المقبلة؟ وهل ستؤدي هذه الحملة لمعالجة مشكلة سلاح حزب الله أم انها ستفتح الباب أمام صراع شعبي ومذهبي
حاد في المرحلة المقبلة؟ وهل ستستمر قوى 14 آذار في هذه الحملة أم انها يمكن ان تفتح الباب للحوار مع حزب الله وقوى 8 آذار للوصول الى حلول وسطية؟
رداً على هذه الأسئلة تحدث النائب عقاب صقر في حوار خاص "للأمان" فأشار إلى وجود خطة متكاملة ستعمل قوى 14 آذار على تطبيقها في المرحلة المقبلة، ولم يستبعد الذهاب نحو حوار جديد مع حزب الله حول موضوع السلاح وآفاق المرحلة
المقبلة؟ فما هي خطة 14 آذار العملية؟ وماذا عن امكانية الحوار بين قوى 14 آذار مع حزب الله وقوى 8 آذار في المرحلة المقبلة؟
خطة 14 آذار للمرحلة المقبلة حول الخطوات التي ستتبعها قوى 14 آذار في المرحلة المقبلة يقول النائب عقاب صقر: «لدينا خطة متكاملة للمرحلة المقبلة وسنتحرك في عدّة اتجاهات ومنها:
1- على الصعيد النيابي سنعمل لتفعيل الحضور النيابي على صعيد اعداد مشاريع القوانين والمناقشات العامة وفي اللجان وتشكيل معارضة نيابية قوية وفاعلة.
2- استمرار التحرك الشعبي والتواصل مع الناس وايجاد ديناميات جديدة للتحركات الشعبية من خلال النشاطات والحوارات واللقاءات المختلفة وعلى كل المستويات، واعتماد الأساليب الديمقراطية في مختلف التحركات.
3- التواصل مع المجتمع العربي والدولي والعمل لبناء شبكة واسعة من العلاقات مع مختلف الأطراف العربية والدولية والعمل لتحريك المؤسسات الدولية دعماً لمطالب قوى 14 آذار ودفاعاً عمّا تطرحه من أهداف وخصوصاً على صعيد المحكمة الدولية. ويضيف صقر" اضافة الى هذه الخطوات الأساسية، فسيتم العمل لإعادة النظر بالاداء الإعلامي عبر كل الوسائل واقامة شبكة إعلامية جديدة من خلال الاستفادة من تجربة المرحلة الماضية، وسيكون للاعلام دور اساسي في التحرك المقبل. كما سيتم اعادة هيكلة قوى14 آذار على الصعيد التنظيمي عبر إعادة البحث في دور الأمانة العامة وإقامة مجلس وطني مركزي يضم شخصيات فاعلة من مختلف المناطق والقطاعات ويكون له دور اساسي في قيادة قوى 14 آذار".
أما على صعيد اعتماد مجلس قيادي مصغر فلم يتم الموافقة عليه حتى الآن، لكن ما سنسعى اليه هو ان تكون قيادة قوى 14 آذار قادرة على مواكبة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وادارة الأوضاع السياسية والاعلامية والشعبية بشكل منظم وفاعل،
والحوار مع حزب الله و8 آذار.
لكن هل ستؤدي الحملة التي تشنها قوى 14 آذار على سلاح حزب الله الى قطيعة مع الحزب وقوى 8 آذار؟ أم ان هناك امكانية للحوار والنقاش وصولاً الى حلول وسطية في المرحلة المقبلة؟ يجيب النائب عقاب صقر "ليس المطلوب من وراء الحملة على سلاح حزب الله الوصول الى قطيعة كاملة مع الحزب وقوى 8 آذار، بل الهدف البحث عن حلول عملية لمنع استخدام السلاح في الداخل ووضع سلاح المقاومة في تصرف الدولة، نحن ندرك انه ليس هناك امكانية عملية لنزع سلاح حزب الله أو سلاح المقاومة، لكن المطلوب الوصول الى معايير موحدة على صعيد التعاطي مع السلاح والدولة، ولأن قوى14 آذار ترفض استخدام السلاح في الداخل وهي لا تستطيع ان تطمئن لما يقوم به الحزب، فإنها تطالب ان يكون لسلاح المقاومة تحت ضمانة واشراف الدولة، وبذلك يمكن الاطمئنان الى عدم استخدامه في الداخل أو لأهداف خارجية".
ويضيف صقر "ان معادلة الشعب والجيش والمقاومة يمكن ان تستمر بشرط ان تكون المقاومة تحت اشراف الدولة والجيش وليس في وجه الشعب، ونحن نريد الوصول الى حلول عملية والعمل لانقاذ لبنان مما يواجهه من مخاطر وليس إلغاء أحد أو القطيعة مع أحد".
إذن هذه هي أجواء "قوى 14 آذار" بعد إحياء الذكرى في 13 آذار؟ لكن ماذا لدى حزب الله وقوى 8 آذار بالمقابل والقوى السياسية الأخرى الحليفة معهم كالحزب التقدمي الاشتراكي؟
يؤكد المسؤولون في حزب الله انهم لن يدخلوا في سجالات ونقاشات مباشرة مع قوى 14 آذار حول السلاح والمقاومة، وإن الأولوية اليوم هي لتشكيل الحكومة الجديدة ومواجهة المحكمة الدولية ومواكبة التطورات في العالم العربي، وان حزب الله
سيكون حريصاً على السلم الأهلي ودعم الحكومة الجديدة وعدم الانجرار وراء الفتنة.
أما المسؤولون في الحزب التقدمي الاشتراكي فيعتبرون ان المطلوب العودة الى الحوار والعمل لفتح قنوات جديدة للحوار، لانه ليس هناك أي مجال لادارة "شؤون البلد في ظل استمرار التصعيد السياسي والشعبي والإعلامي".
إذن نحن دخلنا في مرحلة سياسية جديدة بعد 13 آذار، وسيكون تشكيل الحكومة الجديدة وصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هما الاستحقاقين الهامين في المرحلة المقبلة، وبعد ذلك فإن كل الأطراف السياسية والحزبية ستكون معنية بإعادة دراسة أوضاعها وكيفية إدارتها لمختلف الملفات الداخلية والخارجية. فهل سنشهد آفاقاً جديدة للحوار والنقاش الهاديء، أم اننا سنكون في مرحلة صراع سياسية واعلامية وشعبية تمتد حتى عام 2013 (عام الانتخابات النيابية المقبلة)؟

السابق
حمى الله القطاع المصرفي
التالي
“واشنطن بوست”: إدارة أوباما تدرس إمكانية الحوار مع “حزب الله”