العين الحمراء

تطوع نجيب ميقاتي لمهمة صعبة مفترضاً حسن النوايا عند الجهات التي دعمت تطوعه.
انا اعرف الرجل. هو ذكي جداً بل على درجة من "الدهاء" واعرف انه طموح لا بل ان طموحه اللامحدود قد يكون نقطة الضعف عنده.
المهم، انتهت الاستشارات وكان ما كان من انقلابات عرفناها لكن خمسين يوماً مرت ولا شيء يوحي بعد بقرب اعلان التشكيلة الحكومية.
ثمة اسباب لهذا المأزق منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، لكن المجريات تشير الى ان الجهات التي دعمت ميقاتي كانت متفقة على "التكتيك" فقط ولكنها ليست متفقة على الاستراتيجية.
ربما من المنطقي القول ايضاً ان تلك الجهات لا تملك استراتيجية او بالحد الادنى، لا تملك رؤية لمرحلة ما بعد ابعاد سعد الحريري.. كل همها كان ابعاده فقط.
فماذا جرى؟ ثمة مثل شعبي يقول: "ما شافوهن عم يسرقوا، شافوهن عم يتقاسموا"، هذا هو الوضع الذي عليه قوى الثامن من آذار الآن.
نجحت خطة ابعاد الحريري بالتكافل والتضامن، ليبدأ النزاع حول حصة كل طرف في الحكومة الجديدة المرتقبة.
طبعاً كان لسوريا موقفها الداعم لهذه القوى، ولكنها الآن مشغولة بما يجري في المنطقة، تماماً كالأب الذي يقود سيارته في منعرجات خطرة واولاده داخل السيارة يتضاربون ويتقافزون ويلهون.
طفح الكيل عند ميقاتي ليل اول من امس فهرع اليه مفاوضو القوى الداعمة، ولو رفع الرجل صوته اكثر بقليل لنال ما يريد.
فكرة تبدو غريبة وغير واقعية: لماذا لا يزور ميقاتي الحريري؟ لا يتسرعنّ احد بالاستغراب والرفض..

السابق
زوار بري عنه: مشكلت تأليف الحكومة داخلية وليست خارجية
التالي
“النهار”: وفد من حزب الله يهنّئ البطريرك الراعي اليوم