الخليج العربي والمشروع الفارسي مواجهة لا بدّ منها!

ما يحدث في البحرين مواجهة كان لا بدّ لها من أن تقع، لم يستطع حزب الله أن يقدّم لإيران سوى تحويل لبنان إلى منصّة وإغراق المواطنين الشيعة في بلاد الخليج العربي في أوهام الاستحواذ على السلطة، سقوط المشروع الفارسي يبدأ على وجه الحقيقة من البحرين، ولا يحتاج أي عربي إلى العودة بذاكرته بعيداً، بل إلى شهر شباط من العام 2009 ليتذكّر المخطّطات الإيرانيّة للبحرين، فقد أعلن حسين شريعتمداري مستشار مرشد الثورة الإيرانية أكثر من مرّة وفي عدة مقالات في صحيفة «كيهان» الإيرانية والذي ادعى فيها بأن: «البحرين جزء من إيران وأنها اقتطعت بالقوة من الجسد الإيراني وأن الشعب البحراني يطالب بإعادة البحرين لتكون جزءاً من إيران»؛ أمّا النائب الإيراني داريوش قنبري فقال: «إن مملكة البحرين والتي كانت قبل 40 عاماً ارضاً إيرانية وانفصلت عن إيران عن طريق استفتاء مشبوه، وإذا ما اجري اليوم استفتاء نزيه في البحرين فإن شعبها سيصوت للانضمام إلى الوطن الأمّ». لا نستطيع أن نقرأ ما يحدث في البحرين بمعزل عن التدخل الإيراني بل التورّط فيه تماماًكما هي متورطة بإنشاء مستودعات صواريخ لها متقدمة تتخذ من الشعبين اللبناني والفلسطيني والعراقي واليمني والبحراني الآن دروعاً بشرية لها، أمّا الأمر الثاني الذي لا نستطيع أن نقرأ ما يحدث في البحرين بمعزل عنه فهو الرغبة الإيرانيّة في نشر التشيّع في المنطقة العربيّة، فإيران لا تملك إلا هذه الوسيلة للتمدّد والتغلغل تمهيداً لوضع يدها على المنطقة، ونظرة على تصريحات السياسيين وآيات الله الإيرانيين تجعلنا ندرك أن معركة البحرين فاصلة وهي التي ستحدّد مصير المشروع الفارسي في المنطقة، وهزيمته لم تعد بعيدة. فرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني وفي تهديد صريح حذر دول مجلس التعاون الخليجي من التدخل في شؤون البحرين، وقال إن هذا التدخل لن يمر من دون أن «تدفعوا الثمن»!! أمّا منظمة الإعلام الإسلامي في إيران فتنظّم اليوم مسيرات حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة تنديدا بالقتل الذي يتعرض له المسلمون في البحرين وفي بيان لافت لها أطلقت على دول الخليج العربي: «دول الخليج الفارسي».!! وتكشف تصريحات آيات الله حقيقة هذه المواجهة وتنزع القناع عن كلّ العناوين الإسلاميّة المزيّفة فنحن أمام مدّ لأقليّة فارسيّة تتقنّع بالتشيّع لغزو العالم الإسلامي «السُنّي» بكل وضوح… فقد نقلت وكالة «رسا» أمس عن المرجع لطف الله صافي كلبايكاني قوله في معرض رده على سؤال بشأن وظيفة الشيعة تجاه الحملة الوهابية والبهائة: «على المؤمن ان التسلح بالعلم دفاعاً عن العقيدة الشيعية الاثني عشرية الحقة، والحفاظ على أنفسهم والآخرين من شرك مكائد الشيطان ومكر الاعداء… وأن علماء المسلمين مكلفون بإماطة اللثام وفضح الهوية الاستعمارية القبيحة للزمرة الوهابية والفرقة البهائية، واتخاذ موقف حازم تجاههما»!! وكان كلبايكاني قد حذر في بيان له السعودية والإمارات العربية من مغبة إرسالهم لقوات عسكرية إلى البحرين. أمّا المرجع جوادي آملي فلم يتردّد في القول: «إن البعض ممن يدعي بأنه خادم الحرمين الشريفين يرسل قواته العسكرية لقمع المسلمين»!! أما مقتدى الصدر المقيم في إيران فدعا أتباعه في العراق إلى التظاهر الأربعاء «لنصرة» المحتجين الشيعة في البحرين»، وللتيار الصدري في العراق ميليشيا مسلحة (جيش المهدي) نفذت أبشع الجرائم وأقساها بحق المسلمين السنة واللاجئين الفلسطينيين في العراق، في حين لم يعرف لهم أي مقاومة تذكر ضد الاحتلال الأميركي في العام 2003. وفي ذاكرة العراقيين تلك الجملة التي قالها عبد العزيز الحكيم رئيس «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»من أنهم يعطون لأهل السنة في العراق ثلاثة خيارات لا رابع لها، إما أن يتشيّعوا وإما يخرجوا من العراق وإما يقتلوا»، أمّا المرجع السيستاني فقد أصدر فتواه المشهورة «بعدم مقاتلة القوات الأميركية والبريطانية لأنها قوات صديقة»!! فهل من يصدّق بعد الحديث الإيراني عن الاستكبار العالمي وأميركا الحليف الأهم لإيران في هذه المرحلة، في وقت يُسمّى فيه دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين ومن ضمن اتفاقية منذ العام 1982 غزواً سعودياً!! وقد يكون أخطر ما يُضاف على كلّ هذا هو كلام الشيخ اللبناني شفيق الجرادي، مدير معهد المعارف الحكيمة بأنّ «الخامنئي هو الخيار الأفضل لقيادة العالم الإسلامي (…) وأن ما يحصل هو نشوء شرق أوسط إسلامي» ، ليس إسلامياً أبداً بل محاولة جديدة عبر السنين لاستعادة إمبراطوريّة فارسيّة زالت… وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مزّق الله ملك كسرى..و «لا كسرى بعد هلاك كسرى».

السابق
لولا المقاومة..
التالي
العرب بدو؟!