الجنوب يغرق في نفاياته

بعدما قرّر إتحاد بلديات صور وقف رمي النفايات في مكب رأس العين، غرقت صور والبلديات الكبرى المحيطة بها في مشكلة كبيرة، وبدأت تواجه تحدّيا خطيرا تمثل في غياب الأماكن المؤقتة لاستيعاب كميات النفايات اليومية.

janoubia.com تابعت هذه المشكلة نظراً لآثارها السلبية على الصحة العامة، وكان لا بدّ من الإتصال برئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، الذي أكد أن البلدية "في صدد العمل على أمرين أساسيين: الأول هو الطلب من بلدية رأس العين تمديد مهلة السماح باستعمال المكبّ، وفتح المكبّ من جديد لمدة شهرين إضافيين، ريثما يبدأ العمل على تشغيل معمل فرز النفايات في منطقة عين بعال، وهو الهدف الثاني للبلدية. وتوقّع دبوق أن "تقبل بلدية رأس العين بهذا الأمر"، مع تأكيده واصراره على ضرورة إقفال المكبّ لما يسببه من آثار بيئية وصحية على برك رأس العين والمنطقة ككل.

من جهة ثانية تعمل البلدية على استكمال الأمور الإدارية للمعمل الجديد، وعلى استدراج عروض للتلزيم. وقد استقرت العروض على شركة "البنيان". ولفت دبوق إلى أنّ تشغيل المعمل لا يمكن أن يعمل إلاّ بشكل تدريجي لأنه من الصعب أن يصل إلى قدرة فرز 150 طنا من النفايات، إضافة إلى الحاجة لتدريب اليد العاملة على تشغيل المعمل بشكل سريع وفعّال.

مشكلة النفيات بصور إمتدّت لتصل إلى عاصمة الجنوب، بعد قرار رئيس بلدية صيدا محمد سعودي إقفال المكبّ الذي اشتهر باسم "جبل النفايات". أيضا إنتشرت أكياس النفايات وتراكمت على طرق وشوارع المناطق المحيطة بها، في حارة صيدا ومجدليون والهلالية والقناية وغيرها من قرى اتحاد بلديات صيدا – الزهراني.

وقد حذر رئيس بلدية صيدا من "محاولات الضغط من قبل البلديات المجاورة لإعادة فتح المكب الذي جاء إقفاله نتيجة قرار بلدي غير سياسي …". وقد لفت سعودي إلى أنه قد يتم "التخلص من النفايات في بعض البلديات عبر القائها في نهر الأولي وذلك مخالف للقانون وسيسبب كارثة بيئية خطيرة في صيدا والجنوب".

رئيس بلدية حارة صيدا حسن صالح صرح لـjanoubia.com أنّ "هذه الأزمة الخطيرة تعمل كل بلدية، بشكل منفرد، على تخطيها وإيجاد حلول مؤقتة لها، ريثما يبدأ تشغيل معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا".

وأعلن أنه يتم حالياً جمع النفايات اليومية في حارة صيدا والتي تقدر بحوالي نصف كميون يومياً: "وترمى في منطقة عقارياً بعيدة جداً عن الابنية السكنية، ليصار بعدها إلى حرقها وإتلافها دون أن يسبب ذلك أي ضررعلى صحة أبناء المنطقة".

أما فيما يتعلق بالسبب الذي إدعا إلى قفال مكب جبل النفايات قال صالح إنّ "الأمر مرتبط من جهة بارتفاع كلفة معالجة النفايات ومطالبة كل بلدية بدفع ثمن معالجة الطن الواحد من النفايات، التي هي في الاساس تدفع من قبل صندوق الاتحاد". ومن جهة ثانية أكد أن سبب الاقفال يعود إلى "مشكلة معمل النفايات الذي كان لا بد أن يبدأ العمل به في 1/1/2011 إلا أن استقالة الحكومة عطلت إصدار كتاب من مجلس الوزراء لبدأ عملية استقبال للنفايات، لاسيما وأن هنالك تأكيد على أن المعمل مجهز ومستوفي الشروط وحاضر لبدء العمل".

بين صيدا وصور إذا يغرق الجنوب في النفايات العشوائية، وهي مشكلة لبنانية عامة، تحتاج إلى تكاتف وتعاون بين مجلس الوزراء والمجلس النيابي لكي يصار إلى إصدار المراسيم والقوانين التي تنظم عملية اتلاف ومعالجة النفايات.

السابق
عسيران: الامهات في لبنان تحملن اوزار الحروب والتهجير وقساوة الحياة
التالي
بيريس: نصرالله يريد لبنان والجليل ميدان حرب