ماذا عن المفاعل النووي في ديمونا؟!

في المفاعلات النووية باليابان، بدأت دول عديدة إعادة فحص سياستها إزاء تشغيل المفاعلات النووية. فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلنت أن ألمانيا ستُغلق، بهدف الفحص، سبعة مفاعل نووية بُنيت قبل العام 1980. وكما في أماكن أُخرى، تثير الكارثة مخاوف تجاه نشاط منشآت نووية أقرب.
الجواب على السؤال حول ما إذا كان ثمة خطر بحصول كارثة مماثلة في المفاعل النووي بديمونا، هو جواب متداخل. فالمفاعل في ديمونا أصغر بما لا يمكن قياسه من المفاعلات في اليابان. فالمفاعلات في فوكوشيما مخصصة لإنتاج الكهرباء وهي بطاقة 750- 1000 ميغاوات. أما المفاعل في ديمونا، وبحسب المعلومات الرسمية، فيوفر طاقة بمعدل 24 ميغاوات، بينما تشير تقارير أجنبية إلى أن انتاجه للطاقة زاد ليبلغ 75 ميغاوات. لكن حتى هذه القدرة أصغر بعشرة أضعاف من طاقة المفاعلات في اليابان. بناء عليه، حتى في حال حدوث كارثة، فإن كمية المواد الإشعاعية التي ستتسرب ستكون أقل بنسبة مماثلة. كما أنه على الرغم من قرب ديمونا من الصدع السوري الأفريقي، المرشح لتعرضه إلى هزات أرضية، تُعتبر إسرائيل منطقة أقل عرضة لضرر الهزات من اليابان.مع ذلك، من المناسب الإشارة إلى أن المفاعل في ديمونا، الذي هو من انتاج فرنسا، بُني في مطلع الستينات من القرن الماضي، وهو أقدم بعشر سنوات من المفاعلات في اليابان. فقبل عدة سنوات احتدم النقاش في إسرائيل حول استمرار نشاط المفاعل، رغم أنه يجري بصورة اساسية في أوساط المستويات العلمية، ولا يصل تقريبا ليكون موضع نقاش عام واسع. وادعاء بعض الخبراء، من بينهم البروفيسور عوزي إيان، من جامعة تل أبيب، الذي كان حتى نهاية الستينات عضوا في لجنة الطاقة النووية وعمل في المفاعل، ادعى أنه يتعين إغلاق المفاعل لأنه قديم ويشكل خطرا على محيطه. لكن لجنة الطاقة الذرية ادعت ردا عليه، وتدعي الان أيضا، أن المفاعل آمن، وأنه في جميع الأحوال خضع لتحسينات أطالت من عمره.
تٌعتبر لجنة الطاقة الذرية من الهيئات السرية في إسرائيل. وكل مفاعل نووي في العالم محمي بواسطة ساتر صلب من الفولاذ والاسمنت المسلح. لكن عملية تغيير الساتر الواقي في كل مفاعل نووي بالعالم معقدة وتتطلب تكنولوجيا على أعلى مستوى. وإسرائيل غير موقعة على معاهدة منع انتشار السلاح النووي، وترفض السماح لمراقبين دوليين بزيارتها. لهذا السبب فإن معظم دول العالم سترفض التعاون مع إسرائيل في مجال صيانة المفاعل. ومع ذلك، تؤكد لجنة الطاقة الذرية على أنها تحرص على الأمان وعلى صيانة المفاعل وفق أعلى المستويات، وبحسب المعايير المعتمدة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إن احتمالات وصول التسرب الإشعاعي إلى إسرائيل جراء الكارثة في اليابان، هي احتمالات طفيفة. فحتى الآن تم قياس إشعاعات أعلى من المسموح في منطقة فلاديفستوك بسيبيريا، شرق روسيا، على بعد 800 كيلومتر من منطقة المفاعل في فيكوشيما. ولذلك فإن احتمالات وصول الاشعاعات إلى إسرائيل، التي تبعد أكثر من عشرة آلاف كيلومتر عن اليابان، طفيفة.
ترجمة: عباس إسماعي (المستقبل)

السابق
صواريخ المقاومة في الشمال
التالي
مخاطر فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا