لبنانيون يتحركون ضد السلطة البحرينية

"جيش العار، لم يذهب إلى غزة لنصرة الفلسطينيين، وإنما ذهب إلى البحرين لقتل أخوانه العرب"، كانت تلك واحدة من الهتافات الرئيسية التي ترددت في الاعتصام الذي دعا إليه "تجمع الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية"، تضامناً مع الشعب البحريني، عصر أمس أمام مقر منظمة الإسكوا في بيروت، وشارك فيه عدد من مناصري كل من "حزب الله" و"حركة أمل" والأحزاب والقوى الوطنية.
وقد احتشد في الاعتصام عدد من الرجال والنساء كاف لتسجيل موقف، وتوجيه رسالة استنكار قوية، ضد قتل المتظاهرين في البحرين، فاجتمع المعتصمون أمام الجدار المسلح الذي يفصل مقر الإسكوا عن الحديقة المقابلة له، ووصلت جموعهم إلى جسر فؤاد شهاب.
وفي ظل الثورات العربية، تحولت الهتافات المتعددة التي تطلقها كل جهة معنية بالثورة أو مناصرة لها، إلى عالم قائم بذاته، فيما ركزت الهتافات التي أطلقت أمس على عدم نصرة العرب لأخوانهم في البحرين، ومن بينها: "نسيتوا غزة وما تذكرتوا غير الشعب الأعزل"، "من لبنان للبحرين وين الصوت العربي وين" و"يا ظالم شيل إيدك شعبك كلو ما بيريدك"، وبين كل هتاف وآخر، كان يتم إطلاق شعار: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، بوصفهما من المؤيدين لقمع المتظاهرين.
وهتف عدد من الشبان أكثر من مرة: "ألله ونصرالله والضاحية كلا"، فحاول عريف الاحتفال أكثر من مرة أيضاً ثنيهم عن متابعة الهتاف، موضحا ًأن الاعتصام هو فقط من أجل البحرين "والرجاء الالتزام بمضمون الهتافات التي تطلق من مكبر الصوت".
وقال محمد الذي جاء من الضاحية مع مجموعة من رفاقه إنه رغب في المشاركة في الاعتصام بعدما شاهد الصور المؤلمة للقتلى والجرحى في البحرين، موضحاً أنه شارك سابقاً في اعتصام التضامن مع الشعب المصري أمام السفارة المصرية في بيروت.
وأكد محمد أنه سيشارك أيضاً في تظاهرات ضد النظام الطائفي في لبنان لأنه مقتنع بضرورة إلغائه.
من جهتها، قالت نجاة صفا إنها جاءت من منطقة مار الياس وحدها، موضحة أنها ضد التفريق بين المذاهب، كما يحاولون حالياً، وقد تربت في منزل أهلها على حب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
ووجهت انتقاداً شديداً إلى قناة "الجزيرة" لأنها أثبتت عدم مهنيتها، وفقدت مصداقيتها، بعد تعتيمها على انتفاضة البحرين، مضيفة "أنهم يتحججون بتدخل إيران في الانتفاضة، ولا يرون ما تفعله السعودية".
وسأل رجل آخر من المشاركين عن معنى إرسال السعودية لدرع "الجزيرة" إلى البحرين، معتبراً "أنهم أرسلوهم لأنهم يضمون عدداً كبيراً من الوهابيين، بتغطية أميركية – اسرائيلية من أجل قتل المعارضين من دون رحمة".

وفي بداية الاعتصام، رفع أحد الشبان صوته عبر مكبر الصوت قائلاً: "بالأمس قتل أحد المتظاهرين في البحرين، أنا لا أعرفه، ولا أعرف إسمه ولم ألتق به، ولكن أجزم أنه كان فقيراً، ومن يقول إن ثورة البحرين مخطط لها، فهو لا يعرف سوى جزء من الحقيقة، لأن الثورات ربما يكون مخططاً لها في بدايتها، أما بعد ذلك فإنها تسير بشكل تلقائي وعفوي"، مضيفا أن"شبان دوار اللؤلؤة أعلنوا مطالبهم بشكل واضح، وهي: تشكيل حكومة جديدة ووضع دستور عادل. هؤلاء يريدون تغييراً حقيقياً يفضي إلى ملكية دستورية لأن النظام الحالي لا يملك مقومات إدارة الدولة، وإنما تستأثر العائلة المالكة بالثروات".
وتحدث عدد من الخطباء، فاعتبر النائب علي عمار باسم حزب الله أن "الشعب البحريني خرج للتظاهر مجرداً من كل سلاح إلا سلاح الإصلاح، واليوم يحاولون إلباسه لباس المذهبية".
أضاف موجهاً كلامه إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل "ان الأمة العربية تلتف حول الشعب البحريني كما التفت حول شعوب تونس ومصر وليبيا"، مبدياً انتقاده الشديد لاختلاف المعايير لدى الحكومات الغربية تجاه الانتفاضات العربية.
أما النائب الوليد سكرية فقال إن "الملكيات في دول الخليج العربي هي آخر الملكيات على سطح الكرة الأرضية، بعدما انتهت الملكيات في أوروبا في القرون الوسطى"، مشيراً إلى أن هذه الملكيات مستمرة في حماية الولايات المتحدة والدول الغربية من أجل إبقاء الدول العربية في "حالة تفتت وتخلف".
بدوره، أعلن الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الناصر الجبري أن الشعب البحريني "يريد التغيير كي لا تبقى في البحرين غرفة مظلمة للأميركيين يخططون فيها ما يريدون، واستبدالها بغرفة مضيئة للمخلصين"، مبدياً رهانه الكبير على "وحدة أبناء البحرين".

السابق
سورية الحائرة بين الثورات والمذهبية
التالي
هل لدمشق علاقة بـ “اختفاء” الإمام الصدر؟