ظلال الشباب تراقب بلدية ارزيّ

ضمن النشاطات التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني في الجنوب، قامت مجموعة شباب ارزي نهار الاحد 6/2/2011 بالتعاون مع البلدية وبدعم من "جمعية التنمية للإنسان والبيئة"، بانتخاب مجلس بلدي شبابي هو عبارة عن "مجلس بلدية ظلّ".

جاءت المبادرة بعد تدريبات وورش عمل متتالية قامت بها جمعية الـDPNA ضمن إطار مشروعها بعنوان "YALLA "، وقد درّبت الشباب لمدة ستة أشهر على مختلف مراحل الانتخابات، وعلى النظام الانتخابي والقانون الانتخابي، وأيضاً عن مفهوم القيادة والمواطنة وعلى أهمية حلّ النزاعات بالطرق السلمية، وعلى غيرها من الأنشطة التي تعزّز مفهوم الديمقراطية والوعي السياسي والانتخابي لدى الشباب، بناء على ما جاء في حديث لـ"جنوبية" مع رئيس الجمعية فضل الله حسونة.

ومن ضمن مبادرات عديدة ومتنوعة إختار الشباب قيام مجلس بلدي ظلّ فوافق رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي مباشرة ومن دون أي معارضة. وقد عبّر عن ذلك نائب رئيس البلدية عباس قانصوه قائلاً: "لسنا هنا فقط لإنماء الحجر بل نعتبر أنفسنا المكان الاول لتفعيل المواطنية، وإعطاء الشباب حقوقهم وتحديد واجباتهم"، وأضاف:
"البلدية أصرّت على تحقيق رغبة الشباب كي يختبروا هذه التجربة، لاسيما بعدما حرموا منها من خلال عدم خفض سن الاقتراع إلى 18 عاما، فكانت البلدية الداعم الأول لهم بإعطاء الشباب مقرّ خاص بهم داخل المبنى البلدي، وبالموافقة على أن يكون مجلس بلدية الظلّ سلطة استشارية ورقابية على أعمالها فيما بعد".

بدأت الانتخابات بلائحتين متنافستين، الأولى عنوانها "لائحة شباب أرزي" والثانية بعنوان "شباب وتغيير". تحضّر الشباب طوال أشهر لهذا النهار، الذي سبقه مهرجان انتخابي نهار الجمعة 4/2/2011، حضرة أكثر من 150 شخصاً من أبناء البلدة، إضافة إلى ممثلين من جمعيات عدّة تعنى بالشأن العام. تلا المرشحون برامجهم الانتخابية التي حضرت مسبقاً والتي عبّرت عن أهدافهم وطموحاتهم في إنماء البلدة والعمل على تطويرها وتقدمها.

وبحسّ ديمقراطي إقترع أكثر من مئة ناخب، من أصل مئتين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة. وأبرز ما ميّز عملية الاقتراع وجود رؤساء اقلام ومراقبين وشباب لعبوا أدوارا شرطية ومدققين شباب من البلدات المجاورة لضمان ديمقراطية الانتخابات.

وبعد الانتهاء من عملية الاقتراع فرزت النتائج وأعلنها نائب رئيس البلدية بحضور الشباب المرشحين. فازت اللائحة الأولى برئاسة الشاب فادي محمد شرارة، الذي قال إنّه عمل على هذه المبادرة مدة طويلة كلفته مجهوداً ومالاً ووقتاً: "ولكن إيماناً منّي بأهمية وجودنا كفئة شبابية طامحة إلى التغيير وإلى إعلاء شأن بلدتنا، أصرّيت على إتمام هذه الانتخابات كما لو أنها إنتخابات بلدية فعلية".

ولتفعيل التعاون والمشاركة بين أبناء البلدة فتحت اللائحة الفائزة أحضانها لأعضاء "راسبين" من اللائحة الأخرى، ليشكلوا معاً مجموعة شبابية إئتلافية قوية وقيادية تجمع كفاءات البلدة كافة، وأفكار شبابها ليكوّنوا سلطة إستشارية
ورقابية تتابع قرارات البلدية وأعمالها.

بعد هذه التجربة ودعم بلدية "ارزيّ" لهذه المبادرة الجريئة، يبقى التأكيد على حاجة قرى الجنوب وبلداته لمثل هذه الأنشطة الشبابية النوعية التي تعزز من فعالية المجتمع المدني وتنمي مشاركة جميع الشرائح من الاعمار والمستويات
الثقافية والاجتماعية كافة.

السابق
“الديار”: “فيتو” أوروبي أميركي على تعيين الصفدي في المالية لارتباطه بتجارة السلاح
التالي
بطريرك للبنان