إسرائيل تكشف عن أسلحة السفينة وتطلب معاقبة سوريا

تواجه إسرائيل صعوبات في فرض قضية سفينة فيكتوريا، التي قالت إنها كانت تنقل وسائل قتالية وصاروخية إلى قطاع غزة، على رأس اهتمامات العالم الغربي، لتزاحمها مع استحقاقات وتحديات يواجهها الغرب، بدءاً من التطورات التي يشهدها العالم العربي، وصولاً إلى تسونامي اليابان والمخاوف من تداعياته النووية.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامه لإيران بأنها «مصدر الأسلحة الصاروخية» التي صودرت من السفينة فيكتوريا، مشدداً على أنها «نُقلت من سوريا وكانت في طريقها إلى الجهات الإرهابية في غزة».
واتهم نتنياهو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس أركان الجيش بني غانتس في ميناء أشدود، إيران وسوريا وحزب الله وحماس بأنها تمثّل «محور الإرهاب في منطقتنا، ونحن مضطرون إلى مواجهته»، متعهداً «كسره في نهاية المطاف».أما باراك، فرأى أن الصواريخ المصادرة كان «بإمكانها تغيير كل طبيعة النشاط العسكري حول شواطئ غزة والمسّ بسفن ومنشآت»، فيما رأى وزير الجبهة الداخلية، متان فيلنائي أن «الجبهة البحرية أصبحت الجبهة المركزية في مواجهة إيران». واتهم رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد سوريا وإيران «بإنشاء كيانات إرهابية في غزة ولبنان تهدد إسرائيل وكل الشرق الأوسط». المؤسسة العسكرية، رغم ما بذلته في تظهير هذا الإنجاز الأمني للرأي العام الإسرائيلي، لم تستطع أن تضبط مخاوفها من أن تكون صواريخ مشابهة قد أُدخلت إلى غزة في محاولات سابقة عبر هذا المسار؛ إذ حذر رئيس أركان سلاح البحر العميد راني بن يهودا، من أن «السؤال الذي يتردد وسيبقى هو: هل استطاعت إيران تهريب أسلحة لم تستطع الأجهزة الأمنية اعتراضها؟». وحتى رئيس أركان الجيش لمّح في المؤتمر الصحافي المشترك إلى أنه «لن تكون هناك نجاحات دائمة، فهذه الحرب مستمرة طوال الوقت»، رغم أنه تفاخر بالإنجاز الإسرائيلي بالقول إن ما ترونه هنا «هو النتيجة النهائية لعملية نُفِّذت بهدوء وخفية عن الأعين، وبحزم».
من جهة أخرى، رغم أن كمية الأسلحة التي عُثر عليها قليلة نسبياً قياساً إلى الكميات التي ضُبطت على متن سفن سابقة، إلا أن نوعية بعض الصواريخ التي كانت تحملها سفينة فيكتوريا أثارت القلق في الكيان الإسرائيلي؛ إذ أوضح قائد سلاح البحرية اللواء اليعزر ماروم أنّ «بالإمكان وصف هذه الأسلحة بأنها كاسرة للتوازن»، لأنها قادرة على ضرب بوارج سلاح البحرية وسفن مدنية وقسم من طوافات الغاز في شواطئ البلاد.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، كانت الأسلحة مخبأة في ثلاث حاويات تحت أكياس احتوت على القطن والعدس من إنتاج سوريا، وتحتوي على: 6 صواريخ أرض بحر بعيدة المدى جاهزة للإطلاق من طراز 704 C، ومنصتي إطلاق صواريخ مع جهاز تشغيل ورادارين من صنع بريطانيا، و230 قذيفة هاون بقطر 120 مليمتراً يصل مداها إلى 10 كيلومترات و2260 قذيفة هاون بقطر 60 مليمتراً مداها 2.5 كيلومتر و74,889 رصاصة لبندقية أوتوماتيكية من طراز كلاشنيكوف.
في المقابل، دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات «قاسية جداً» على سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون للإذاعة الإسرائيلية إن «سوريا انتهكت في هذه القضية (سفينة فيكتوريا) العديد من قرارات مجلس الأمن الذي يمنع إرسال أسلحة إلى حماس».
أما في إيران، فقد نفى قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي، أن تكون بلاده قد أرسلت أسلحة إلى قطاع غزة، معرباً عن يقينه بأن «الكيان الصهيوني الذي واجه العديد من التحديات والهزائم سيواجه المصير نفسه الذي واجهه النظام المصري البائد، وأنه سيغرق في مياه البحر المتوسط».
إلى ذلك، أرغمت السلطات التركية طائرة شحن إيرانية متوجهة من إيران إلى سوريا على الهبوط في ديار بكر (جنوب شرق تركيا) لتفتيش حمولتها قبل السماح لها باستئناف رحلتها إلى وجهتها الأساسية، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجق أونال، لوكالة أنباء الأناضول، إن السلطات سمحت للطائرة باستئناف رحلتها «لأنها لم تلاحظ أي شيء خارج المألوف».
وأكد أنها «عملية تفتيش روتينية».

السابق
إقفال مكب رأس العين في صور.. ودعوات للإسراع في الفرز
التالي
حل مؤقت في جزين