..وشوارع صيدا تتحول إلى مكبّات عشوائية

انتشرت اكياس النفايات خلال الساعات الماضية في كل محيط صيدا وتراكمت فضلات البيوت في المستوعبات وفوق أرصفة الطرق في المدينة، وفي شوارع حارة صيدا، والقناية، والهلالية والقياعة، وفي محيط البرامية، ومجدليون وغيرها، من قرى اتحاد بلديات صيدا الزهراني، وذلك بعد قرار بلدية صيدا القاضي بإقفال مكبّ جبل النفايات مطلع الأسبوع الماضي. وباتت البلديات الصغيرة بحاجة ماسة إلى المساعدة لحلّ تلك المعضلة التي تفوق قدرتها اللوجستية والمالية والعقارية على الحل.
وأعلن أكثر من رئيس بلدية في المنطقة أن "المشكلة ستتافقم خلال الأيام القليلة المقبلة، وتصبح الطرق والشوراع كناية عن مكبات عشوائية تهدد البيئة"، متسائلين عن "الدافع الرئيسي والاساسي والمباشر للإعلان عن جهوزية المعمل للتشغيل في هذا الوقت بالذات، وعن سر ارتفاع كلفة معالجة الطن الواحد من النفايات بـ 135 دولارا".
في المقابل، حذر رئيس بلدية صيدا محمد السعودي من محاولات تجري من قبل البلديات المجاورة لصيدا، للضغط بوسائل مختلفة على بلدية صيدا لثنيها عن قرار إقفال المكبّ، وذلك بعد تراكم النفايات الناتجة عن عدم رفعها من شوارع وأحياء البلدات كي تتراكم بوجه الأهالي.وأعلن السعودي أن بعض البلديات كشفت بأن التخلص من نفاياتها، سيتم عبر إلقائها في نهر الأولي، معتبرا أن ذلك "مخالف للقانون، ويفاقم من الكارثة البيئية التي تتخبط فيها مدينة صيدا ومنطقتها، وتصيب بأضرارها البيئية الشاطئ الصيداوي والجنوبي". شدد على أن قرار البلدية بإقفال مكب نفايات صيدا، هو قرار بلدي بحت وغير سياسي.
إلى ذلك، عقد وفد من اتحاد بلديات صيدا الزهراني اجتماعا مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود في بيروت أمس، خصص للتدارس في إيجاد الحلول لمشكلة للكارثة البيئية التي اجتاحت شوارع وأرصفة ومداخل بلدات اتحاد بلديات صيدا الزهراني والقرى المجاورة والمحيطة بالمدينة، على ضوء قرار البلدية. وقد ضم الوفد قائمقام الاتحاد محافظ الجنوب بالحلول نقولا، والسعودي، ورئيس بلدية مغدوشة جورج يونان ورئيس بلدية عنقون الدكتور حسين فرحات.
وعلم أن الوفد سلم بارود نص الكتاب الموقع من رؤساء البلديات، المتعلق بإيجاد الحلول الآيلة لتشغيل معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في منطقة صيدا وعقد الاتفاقيات المطلوبة بين وزارة الداخلية نيابة عن البلديات وبين إدارة المعمل. وقد توافق المجتمعون على ابقاء الاجتماعات مفتوحة.
في المقابل، شنت بلدية الظل في صيدا واللقاء الوطني الديموقراطي في المدينة هجوما على بلدية صيدا على خلفية إخفاقها في معالجة مشكلة مكبّ النفايات، وذلك عبر بيان، أكد أنه على الرغم من الوعود المتكررة من قبل بلدية صيدا بإزالة جبل النفايات، وعلى الرغم من التعهدات بمعالجة المشاكل البيئية التي يطلقها رئيس البلدية، ومن ورائه نائبا المدينة، على الرغم من كل ذلك لم يلمس المواطنون أي نتيجة إيجابية. بل على العكس من ذلك، فمن الواضح أن الأوضاع البيئية في صيدا تشهد المزيد من التدهور. فجبل النفايات يتضخم بسرعة كبيرة، ويزداد طولاً وعرضاً وارتفاعاً، وقد ولد إلى جانبه جبل نفايات آخر جديد.
وتساءل البيان لماذا لم يبدأ العمل بإزالة مكب النفايات؟ وأين الأموال التي قال الرئيس فؤاد السنيورة إنه قد حصل عليها من السعودية لمعالجة المكب؟ وأين المبالغ التي كانت الدولة قد خصّصتها لهذه الغاية؟ وما هو مصير معمل المعالجة الذي كان يفترض به أن يبدأ باستقبال النفايات قبل سنوات عديدة؟

السابق
معاناة الطفل الفلسطيني قاسم
التالي
نجلاء سعد.. رائدة عربية