“هزات اعلامية” يابانية… تضرب لبنان

هل سيضرب لبنان زلزال مدمر؟ وهل بات مؤكدا أّنّ أربعين يوما تفصلنا عنه؟ ومامدى صحّة ماتناقلته بعض وسائل الإعلام عن هذا الموضوع؟

janoubia.com تابعت الموضوع لفصل الخيط الأبيض عن الخيط الأسود. إذ أنّ اللبنانيين غرقوا في التحليلات والتكهنات، خصوصا في الجنوب، حيث "فالق صريفا" وهزّاته ما زالت حاضرة في ذاكرة الجنوبيين. ذلك الفالق الذي اهتزّ كثيرا في السنوات الماضية.
ينفي الصحافي المتخصص في الشؤون العلمية، مجدي سعد، أن يكون هذا الكلام علميا: "لا بل انه كلام يؤدي الى هلع غير مبرّر، واي جيولوجي يدرك ألف باء علم الجيولوجيا يعرف تماما أنّ توقع الزلزال لا يمكن حصره بمدة زمنية تساوي 40 يوما". ويشرح سعد أنّه يمكن للخبراء توقّع زلازل ، خلال شهور أو سنوات: "وبالطبع ليس خلال أيام".
أمّا بالنسبة الى إمكانية قيام إسرائيل باستخدام تقنية الهزّات الاصطناعية للكشف عن حقول غاز في الاراضي اللبنانية أو في البحر، فيعتبر سعد أنّ "امتداد الفوالق بين لبنان واسرائيل يعني ان اي لعب او مساس بهذا الموضوع – وانا لا اعتقد أنّه ممكن – يعرّض هذه الاخيرة، قبل لبنان، إلى الضرر، فهي تجني على نفسها"، هكذا يستبعد سعد وجود آلات تستطيع توليد هزّات اصطناعية.
في حين يعتبر الأمين العام لـ"المجلس الوطني للطاقة الذرية"، الدكتور معين حمزة، أنّ "هذا الكلام مناف للحقيقة والواقع، اذ لا احد يملك القدرة على التنبؤ بامكانية حدوث زلزال، ليس بمدة 40 يوما، بل حتى لو خلال مدّة 40 دقيقة قبل الزلزال".
حمزة يذهب أبعد من سعد في "تكذيب" الشائعات. ويعتبر أنّ "ما تداولته وسائل الاعلام كلام مستغرب، ولا يمكن لاي علمي او متخصص تأكيد ذلك"، ويشدّد على أنّه "لا توجد علاقة بين هذا الكلام وبين الواقع العلمي بل هي مجرد شائعات مغرضة و"فزلكات" هدفها اثارة الهلع بين الناس فقط. واذا كان من صرّح بهذا الكلام وقد استند الى معايير علمية واضحة فليقدمها إلى العلن".
وفيما يتعلّق بتقنية الهزّات الاصطناعية الاسرائيلية رأى حمزة أنّ "إسرائيل وغيرها من الدول تستعمل هذه التقنية لكنها لا يمكن ان تتسبب في زلازل مدمرة، إذ تصل درجة قوتها القصوى الى درجتين على مقياس ريختر، وهذه التقنية تفيد في معرفة حساسية طبقات الارض اتجاه الهزّات ليس أكثر".
ويلفت حمزة إلى أنّ لبنان "لا يملك أجهزة لرصد إمكانية حدوث موجات تسونامي، وإن وجدت فإنّها لن تفيد لأنّ هذه الآلة يجب أن تكون موجودة في الدول المحاذية للحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط"، ويضيف: "لكنّه يملك أهم مركز لرصد الهزّات وهو مركز بحنّس". ويكشف حمزة أنّ "لبنان يتعرض لـ25 هزّة شهريا، لكنّها خفيفة إلى درجة أن اللبنانيين لا يشعرون بها".
إذا، لا أحد يستطيع التنبؤ بالهزات، لكن في كلّ مرة تمطر هزّات في أيّ مكان من هذا العالم، يحمل اللبنانيون مظلاتهم. وربما يكون مصدر هذه "الهزّات الإعلامية" هو اليابان، حيث الزلزال الذي أرعب اللبنانيين.

السابق
نشاط مسرحي لأطفال بنت جبيل
التالي
وليامز في نيويورك لمناقشة التقرير الفصلي لـ1701