هذا ما ينتظره الشباب من البطريرك الراعي

توفير فرص عمل، إنشاء وحدات سكنيّة بأسعار مدروسة، خفض الأقساط الجامعية والمدرسيّة، الاهتمام بالمعتقلين في السجون السورية، تأمين عودة آمنة للمسيحيّين من إسرائيل من دون محاكمتهم، تعزيز مقوّمات البقاء للشباب المسيحي في الجبل… هذه عيّنة من المطالب والهواجس التي رفعتها مجموعة الشبّان والشابات من مختلف المحافظات، عندما تحدّثوا إلى صحيفة "الجمهورية" .
إلى ذلك، اعتبرت محافظة الشمال سالي وهبة "أنّ انتخاب البطريرك الجديد كان بِشارةً، ليس فقط لأهالي طرابلس، انّما لكلّ اللبنانيين".
وتوقفت عند الشعار الذي اختاره غبطته لخدمته في البطريركية "شراكة ومحبة"، فقالت: "هذا العنوان يمدّنا بالراحة والطمأنينة إلى انّ غبطته سيكون على مسافة واحدة من القوى السياسية بصورة عامة، لأنّ المحبّة لا تعرف التمييز بين أبناء الوطن الواحد".
أما ستيفاني العنداري من بشرّي فأكّدت "أنّ انتخاب المطران بشارة الراعي بطريركا على لبنان، أثار الغبطة والسرور ليس فقط في قلوب أبناء بشرّي إنما على مستوى لبنان بكامله".
وفي نظر العنداري هناك مميزات كثيرة تجعل من الراعي قريبا من الشباب، أبرزها: "شخصيّته الخلوقة، وضوح مواقفه التي لا يمكن لأيّ أحد التأثير فيها، الثقة القوية بنفسه، معرفته كيفية مخاطبة الشباب من خلال المحاضرات والحلقات الحواريّة التي كان يديرها". أمّا القضايا التي تتمنّى العنداري ألّا تغيب عن بال البطريرك، فقالت: "نطلب منه البقاء على مواقفه السياسية التي أظهرت أنه ضد السلاح ومع كشف حقيقة من اغتال الشهداء الأبرار، كما انّ متابعة ملفّ المعتقلين في السجون السوريّة لا تقلّ أهمية عن كل هذه الملفات الشائكة".
محافظة جبل لبنان "آمال كبيرة تجدّدت وآفاق جديدة نتوقع أن تفتح أمامنا مع انتخاب البطريرك الراعي"، بشيء لا يخلو من الحماسة عبّر جوزيف مغامس ابن ذوق مصبح وتلميذ جامعة سيّدة اللويزة، عن فرحته العارمة واطمئنانه الى واقع المسيحيّين في المرحلة المقبلة.
في الوقت عينه، تمنى مغامس لو يولي غبطته الشقّ الروحي أهمية كبرى في المرحلة المقبلة، "شباب لبنان في حاجة إلى من يجدد فيهم الرجاء ويثبتهم في وطنهم ويرشدهم الى مسؤولياتهم الروحية تجاه الخالق، لذا لا بدّ من نهضة فكرية لاهوتية تعنى بالشباب بالدرجة الاولى". ولفت مغامس إلى ضرورة إعطاء المنحى الإداري اهتماما خاصا: "كنيستنا المارونية في حاجة إلى هيكلية عصرية، من شأنها تعزيز التواصل بين الرعايا والأبرشيات وبكركي". وشدّد مغامس على أهميّة "ان تتمتع بكركي بمواقف سياسية واضحة كونها صرحا وطنيّا، حيث تشغل السياسة حيّزا أساسيّا".
من جهة أخرى، دعا بيار موسى من دير القمر البطريرك الجديد إلى "تعزيز تواصله، ليس فقط مع الأبرشيات، انما مع الرعايا في الخارج لحثهم على العودة إلى لبنان". أضاف: "لا شك في انّ مسيحيّي الجبل لا يمكنهم الصمود ما لم توفّر لهم الكنيسة المارونية الدعم الكافي. على سبيل المثال، على المستوى التعليمي، أقساط الجامعات الخاصة تؤمن بسهولة لأبناء الطوائف الأخرى في الجبل، بالمقابل على الشاب المسيحيّ ان ينزح إلى المدينة بحثا عن العلم".
وناشد موسى غبطته التدخل السريع في قضية بناء مستشفى لأبناء الجبل في الشوف، تحديدا في دير القمر، فقال: "منذ سنوات ممنوع على المسيحيين بناء مشفى يزيد من فرص عمل أبنائهم. هل المقصود إفراغ الجبل من شبابه المسيحي؟". كما لفت موسى إلى أهمية العمل على عودة المهجرين إلى قراهم، "لأن ذلك من شأنه تعزيز التواجد المسيحيّ ودعم انتشاره".
"هو خير خلف لخير سلف، ولا شك في أنه سيتابع نهج البطريرك صفير الذي أحب لبنان وعمل من أجله"، هذا ما عبّر عنه طوني عنيسي من منطقة بيت شباب، مشيرا إلى انّ: "حملايا لا تبعد سوى دقائق معدودة عنهم، لذا يشعر الأهالي وكأنّ الراعي ابن بلدتهم كما انّ انتخابه أضفى البهجة على قلوب الكبار والصغار".
كما دعا عنيسي البطريرك الراعي إلى اتخاذ سلسلة من التدابير المتصلة بهموم الشباب، أبرزها: "توظيف المساحات الشاسعة التي تملكها المطرانية في سبيل خلق فرص عمل للشباب، تأمين وحدات سكنيّة بأسعار تشجيعية للمتزوجين، خفض الأقساط المدرسية والجامعية… فهذه التسهيلات من شأنها التشجيع على الإنجاب، وبالتالي تكاثر المسيحيين".
محافظة البقاع فرحة شباب البقاع لا تقلّ أهمية عن بقيّة المحافظات، فأكّد ايلي رحال من زحلة "انّ للانتخابات البطريركية نكهة خاصة، لأنها تحدد رأس الكنيسة المارونية، والمرجعية الروحية الأساسية"، معتبرا انّ "دور البطريرك أساسي في جمع المسيحيين على قلب واحد".في هذا السياق شدّد رحال على ضرورة تعزيز مقومات الصمود لأبناء البقاع: "نرى أنّ مختلف المرجعيات الروحية تهتم بالدرجة الاولى بالشباب وتحثهم على التمسك في بلداتهم وقراهم، في حين يبدو الشاب المسيحي متروكا، منسيّا، يشقّ دربه بمفرده".
محافظة الجنوب "على رغم انه كان راعي أبرشية جبيل، وتفصلنا عنه مساحات شاسعة، إلا انّنا على ثقة بأنه لن يميّز بين ابناء الوطن الواحد". هذا ما عبّر عنه بشير بردويل من منطقة لبعا مشددا على أهمّية الصفحة الجديدة التي تفتحها الكنيسة مع انتخاب بشارة الراعي بطريركا للموارنة. أضاف: "نتمنى ان يتعاون مع مطراننا الجديد الياس نصّار بهدف توفير أجواء من الطمأنينة والراحة في نفوس الشباب". في هذه المناسبة، يستذكر بردويل الخوف الذي شعروا به في الجنوب، "حين عمدت بعض القوى إلى الضغط على المسيحيين وإخافتهم، عبر المناشير، وكأن الهدف إفراغ الجنوب من مسيحيّيه. لذا نناشد غبطته التصدي لأي مخطط من هذا النوع". كما طالب "ببناء كنيسة ضخمة تضمّ المؤمنين في جزين ومن شأنها ان تجمع تحت جناحها شبيبة المنطقة".
أما بالنسبة إلى الشابة ناتالي الحاج من "العدوسية"، فاعتبرت "ان الضيعة في حاجة إلى الكثير من الاهتمام والمتابعة على المستوى الروحي لجذب الشبيبة نحو الكنيسة، والأهم بناء المزيد من الكنائس سيّما وانّ في العدوسية كنيسة واحدة للقديس يوسف". وأشارت الحاج إلى أهمية توفير مشاريع سكنية ليس فقط في المدينة، وذلك لتأمين استمرارية العائلات وبقائها في الجنوب".
محافظة النبطية إعتبر ربيع عوّاد من راشيا الفخار، انّ "انتخاب البطريرك الراعي في هذه المرحلة من المراوحة السياسية إنجاز مهم للبنان"، معتبرا أنّ "الشعارات التي رفعها غبطته في مرحلة سابقة تشير إلى أنه يلتقي إلى حدّ كبير مع طروحات 14 آذار، أبرزها لا سلاح في لبنان إلا بيد الجيش اللبناني". وشدّد على أهميّة تمسك الراعي بسيادة وحرية واستقلال لبنان، "دور بارز ينتظر بطريركنا الجديد، لا سيّما أنّ حزب الله يبدي تصلّبا في تمسكه بالسلاح". وناشد عوّاد البطريرك "ان يحرص على الاستقرار والأمن الداخلي لأن ذلك من شأنه ان يعيد الأمل إلى الشباب الذين هاجروا ويتردّدون في العودة إلى وطنهم خوفا على مصالحهم".
اما بالنسبة إلى سمير إبراهيم من "كوكبا"، تمنّى على البطريرك توحيد الصف المسيحي، فقال: "لا بدّ من إجراء سلسلة من المصالحات تشمل مختلف القوى المسيحية المتخاصمة في ما بينها. لا نعني هنا ان تكون من اللون الواحد، انما أقلّه الاتفاق على العناوين الكبرى العريضة للمرحلة القادمة".
من جهة أخرى ألحّت جوزيه ناصيف، من منطقة "دبل"، على غبطة الراعي "ان يلتفت إلى ملفّ ساخن لم يعطه أحد حتى الآن الأهمية الكافية، وهو ملفّ المسيحيين في إسرائيل، الذين أجبرتهم ظروف الحصار على العمل فيها". أضافت: "للأسف، البعض منهم مسجون،
أما البعض الآخر فهو خائف من العودة كي لا تتمّ محاكمته على أساس أنه عميل إسرائيلي. لذا نتمنى التفاتة أبويّة منه". في الختام، لا يسعنا إلا ان نتمنى النجاح والصحة والتوفيق لبطريرك لبنان الجديد "بشارة الراعي" في قيادته للكنيسة المارونية. ويبقى السؤال، ماذا ينتظر غبطته من شباب لبنان؟

السابق
صيدا مع “إسقاط النظام الطائفي”
التالي
القرية..تعاون ومشاركة لخدمة المجتمع