عبثاً نحاول

يخطئ من يعتقد، من بين المواطنين، ان هناك احداً من قياداته يعرف كيف ستكون عليه الحال في البلد بعد شهر او سنة.
المعارك الدائرة الآن واضحة المعالم. ثمة صراع سياسي حول مفهوم الدولة، مفهوم العدالة، مفهوم السيادة ومستوى "الخضوع" لهذا الخارج او ذاك.
آخر هموم القوى السياسية، تلك المرتبطة بمتطلبات المواطن، وهي معزوفة مكررة باتت ممجوجة.
يعزم كاتب هذه الكلمات انه يسمع من الناس العاديين ويومياً ما يندي الجبين. يقولون لي: قل لهم اننا نريد ان نعيش، فقط.
وكيف يريد ان يعيش المواطن؟ نحن نعرف ان خزينة الدولة تخسر يومياً ثلاثة ملايين دولار مقابل الهدر في مؤسسة كهرباء لبنان!.
سيتطلب الامر صفحات موسوعية للحديث عن الفساد وعن تقاعس المؤسسات عن القيام بواجباتها تجاه المواطن، ولكن..
في ظل هذه الظروف، كيف يمكن اقناع المتحفظين بأحقية احتفاظ المقاومة بسلاحها في الداخل؟
وكيف يمكن اقناع هذه الطائفة او تلك بأنها غير مغبونة وغير مستحقة؟
تتباعد الطوائف والمذاهب عن بعضها البعض كغيوم في يوم نشطت فيه الرياح. تتهاوى مقومات الدولة و"النظام" لا يهتز.
وما هو هذا "النظام"؟ انه مجموعة مصالح طوائفية بدأت تنحاز تدريجياً الى تحاصصية طوائفية، ولكن وحدها الفئات العليا تنال نصيبها فيما الذين هم "تحت" سيبقون تحت.
ليست المشكلة في "الافكار" فهي تباع بالكيلو. المشكلة في أننا غير صادقين.

السابق
قمة مارونية
التالي
الوطــن هـــو الرجــل