شباب 14 آذار منزعجون من “المنار” وأخواتها

لم يَكد يمرّ يوم على إحياء ثورة الأرز في ذكراها السادسة، حتى وجدت بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة في التهكم على المناسبة، فرصة تملأ بها شاشاتها وصفحاتها. فلم تتردد في توجيه الانتقادات “الفارغة”، على حد تعبير أحد الشبان الذين أعربوا لجريدة “الجمهورية” عن انزعاجهم من طريقة تعاطي إعلام 8 آذار مع الحدث. “هي ليست المرة الأولى التي تسيء فيها قناة “المنار” في نقل نشاطات حركة 14 آذار، وأخيرا حاولت تظهير مشهد خلع الرئيس سعد الحريري سترته بطريقة مهينة وغير أخلاقية”. هذا ما عبّرت عنه الشابة بشرى الوجه (سنة أولى علاقات عامة) من منطقة يارين الجنوبية. أما بالنسبة إلى الطالب في كلية الحقوق والعلوم السياسية ميشال نعمة، الذي لم يَشأ النزول إلى مستوى التخاطب الذي بلغته وسائل إعلام قوى 8 آذار، اعتبر أن “المسألة باتت عادية ولا تنفصل عن أدبياتهم، “الجماعة أفلسوا”. نعمة الذي أكّد إيمانه بحريّة التعبير التي تسمح لكل فرد الإفصاح عمّا يراوده، قال: “من الواضح أن جماعة 8 آذار يغارون من أن قياداتنا شابّة، وعلى مسافة قريبة منقاعدتها الجماهيرية، على عكس زعمائهم الذين غلبهم الشَيب، ولا يمكنهم إتقان لغة شبابية”. وأضاف: “يبدو أن زعماء 14 آذار حُصرُم في عيون كثيرين، وليس مصادفة أن معظم الذين تم اغتيالهم كانوا من الفئة العمرية الشبابية”. من جهتها، توقفت الطالبة غنوى سوبرة (فلسفة سنة رابعة) عند النشرة الإخبارية المسائية التي عرضتها قناة “الجديد”: “عوضا من العمل على نقل الخبر، تعمدت هذه المحطة الوقوف مطوّلا عند مسائل سطحية “لا بتقدم ولا بتأخّر”، منها وصف تحركات الرئيس سعد الحريري وكأنه striptease، وتعداد عدد الكراسي والمشاركين”. وتابعت موضحة: “لا شك في أن الهدف إلهاء الناس عن العناوين الكبرى، وقضية إسقاط السلاح التي من أجلها احتشد الآلاف”. سوبرة وغيرها من الشابات اللواتي قَدمن من عاليه للمشاركة في الذكرى، عبّرن عن مفاجأتهن بالتغطية السيئة وغير المحقة التي تقدمها وسائل إعلام 8 آذار إلى جمهورها، فقالت: “هذا من شأنه أن يزيد الشرخ بين أبناء البلد الواحد. لذا، لا حاجة إلى التلطي وراء اصبعنا أو تمويه الحقيقة”. في السياق نفسه، أعرب الناشط في القوات اللبنانية ربيع يعقوب عن أسفه للتغطية التي قدمتها جريدة “الأخبار”، فهي “تعمّدت اختيار الصوَر لإضعاف الذكرى من مضمونها، والتعتيم على المطالب التي رفعتها الحشود”. وأضاف: “بصورة عامّة وسائل 8 آذار تتقصّد تغييب دور جمهور 14 آذار، لأنها لم تُولِ يوما قاعدتها الجماهيرية اية أهمية، والتي غالبا ما تكون مجرّد واجهة أقرب إلى “صَمدية”، ولا سيما أن كلمة الفصل هي دائما وأبدا للسلاح”. في شتى الأحوال، مهما حاولت الوسائل الإعلامية الموالية لقوى 8 آذار ممارسة سياسة النعامة التي تغطي رأسها في التراب، ظنا منها أن أحدا لا يراها… شباب ثورة الأرز رفعوا لاءاتهم، ومن له أذنان سامعتان فليسمع!

السابق
هل غيّرت واشنطن سياستها تجاه لبنان ؟!
التالي
اللواء: من الصعب أن تقلع الحركة الحكومية ما لم تعد الحرارة إلى خط دمشق – الرياض