إسرائيل تشيد بالحريري وتأمل سقوط الأسد

أعرب الناطق بلسان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أوفير غندلمان، عن أمله بسقوط النظام السوري وتمدد التغيير في العالم العربي نحو دمشق، متمنّياً أن يتحرك السوريون ضد نظامهم «الذي لا يريد السلام مع إسرائيل». وأشار غندلمان في حديث إلى الفضائية الإسرائيلية، أمس، إلى أن «إسرائيل تتطلع لتحول دول منطقة الشرق الأوسط إلى دول تحترم حقوق الإنسان والحريات الفردية لمواطنيها»، مؤكداً أن «تغييراً في دول المنطقة سيزيد من فرص إقامة علاقات طبيعية وعادية بين هذه الدول» وإسرائيل.

أضاف غندلمان أن «الشارع السوري يشهد غلياناً ضد النظام الديكتاتوري لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد، وهناك كراهية عميقة جداً لدى شرائح كبيرة داخل المجتمع السوري لرأس النظام، إلا أنهم في سوريا يخشون رداً عنيفاً من الجيش والاستخبارات، مع أنني لا أستبعد اندلاع انتفاضة سورية على بشار الأسد، لأنهم يشاهدون الصور المنقولة من باقي أنحاء العالم العربي، وهم أيضاً يريدون التغيير والديموقراطية والشفافية والحرية».
وأكد غندلمان أن «إسرائيل تتطلع إلى تغيير النظام السوري، لأن هذا النظام لا يستطيع التوصل إلى سلام مع الدولة العبرية. ونحن نحذر يومياً من دعم نظام بشار الأسد لحركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وأيضاً للجمهورية الإسلامية في إيران»، مشيراً إلى أن «الكرة في ملعب السوريين أنفسهم، فإذا انتفضوا ضد نظامهم، فسنمجّد تحركهم».
لم تخف إسرائيل أمس رضاها عن المواقف التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الدين الحريري، في الذكرى السادسة لانطلاقة قوى 14 آذار أول من أمس، إذ أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سرورها من «الشجاعة» التي تحلى بها وحلفاءه، وأشارت إلى أن تجنيد الجماهير للتنديد بسلاح حزب الله خطوة غير مسبوقة.
وفي تقرير للقناة الأولى الإسرائيلية، تعليقاً على احتفال 13 آذار، قال معلق الشؤون العربية في القناة، عوديد غرانوت، إنها «المرة الأولى منذ ست سنوات، تصل إلينا صور مناهضين لـ(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله من بيروت، حيث تخرج الحشود إلى ساحة الشهداء، مع شعارات شبيهة بتلك المرفوعة في العالم العربي، لكن مع فارق، أن الشعب في لبنان يريد إسقاط السلاح». وأشار إلى أن «سعد الدين الحريري خرج إلى جمهوره بثقة زائدة بالنفس، مقارنة بما كان عليه في السابق، والسبب قد يعود إلى أنه يعلم أن المحكمة الخاصة بلبنان ستوسّع لائحة الاتهام الصادرة عنها ضد حزب الله».
وقال غرانوت إن «حزب الله كان قد أسقط حكومة الحريري في كانون الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين ورث (رئيس الحكومة المكلف) نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة في لبنان، لكنه لم ينجح إلى الآن في تأليفها، لأن الحريري اتخذ موقفاً بعدم المشاركة فيها، ما يعني أن لبنان في أزمة، ومع كثير من القوى التي تعمل ضد نصر الله، فإن ذلك جيد جداً» من ناحية إسرائيل. ونوّه غرانوت بالأداء الخطابي لرئيس حكومة تصريف الأعمال، إذ أشار إلى أن «سعد الحريري كان نجم الحفل، فقد صعد إلى المنبر مرتدياً بذلته الرسمية، وبعد ذلك خلع سترته، ومن ثم هاجم حزب الله وسلاحه».
وأعربت القناة الثانية الإسرائيلية عن سرورها ودهشتها من «شجاعة» قوى 14 آذار، وقالت إن «الحريري شاب شجاع، رغم أن هناك من كان قد استخفّ به سياسياً بعد مقتل أبيه، إذ استطاع أن يجنّد جمهوره ضد سلاح حزب الله، علماً بأنهم كانوا حذرين من القيام بخطوات مماثلة في السابق». أضافت أن «هذه الخطوة تثير الانطباع، أي أن نرى أشخاصاً في لبنان يستجيبون بالفعل لدعوة الحريري، ويشاركون في الصراخ ضد سلاح حزب الله وصواريخه». وحسب معلق القناة للشؤون العربية، إيهود يعري، «لم يجرّب حزب الله استفزاز الحشود المتجمّعة في ساحة الشهداء في بيروت، لأن الجميع في لبنان ينتظر صدور لوائح الاتهام عن المحكمة الدولية، المرجح صدورها في الأيام القليلة المقبلة، والتي ستتهم كما يتبيّن من المعطيات المسرّبة عنها عناصر هامشية من حزب الله».
وكانت صحيفة هآرتس قد رأت أمس أن تحرك الحريري وتظاهرة 13 آذار هما «محاولة منه لإفهام حزب الله والأسرة الدولية أن المعارضة (الجديدة) لا تزال حية ترزق». أضافت أنه «منذ سقوط حكومته في العام الماضي، يشعر الحريري واللبنانيون بأن حزب الله مصمّم على استكمال سيطرته على المؤسسات السياسية في لبنان، لكن بالتدريج ومن دون عيارات نارية أو استخدام ظاهر للقوة»، منوّهة «بنجاح حزب الله في تعيين رئيس حكومة من شركائه السياسيين، نجيب ميقاتي، في الوقت الذي يعمل فيه (حزب الله) على الاستعداد لإمكان نشوب مواجهة عنيفة جديدة مع إسرائيل».
وكتب معلّق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، مؤكداً أن «التوتر في لبنان ما زال على حاله. فمع نهاية الشهر الحالي، يفترض بالمحكمة الخاصة بلبنان أن تصدر تفاصيل إضافية عمّا يتعلق بتحقيقاتها في قضية اغتيال الحريري الأب. ورغم ترجيح ألا تصدر عنها أسماء مشبوهين في عملية الاغتيال، سيلحق صدور الاتهام، بحد ذاته، ضرراً كبيراً جداً بحزب الله». ورجّح هرئيل أن تكون «المحكمة الدولية أحد الأسباب التي دفعت حزب الله إلى عدم الظهور، والبقاء في الظل في هذه الفترة». وأكد هرئيل أن «حزب الله غير معني في هذه المرحلة بأي توتر في الساحة الداخلية اللبنانية، بل يحتمل أن يتخلى عن تسمية وزراء من صفوفه في حكومة ميقاتي، والاكتفاء بتعيين وزراء تكنوقراط، مرتبطين به».

السابق
زوار سليمان: الرئيس لن يوقّع على مراسيم تشكيل حكومة من لون واحد
التالي
عـن مليارديـر يستعـد لأحـدث عاصفـة لبــنانيـة