ما لم تلتقطه الكاميرات في 13 آذار

"لمّا الشعب بدّو ما حدا قدّو"، "يبدو أن الحقيقة مرّة"، "طرابلس قومي قومي سرقو منك الحكومة"، "ما بدنا نحكي فارسي"… مجموعة شعارات رفعها الشبّان والشابات اللبنانيون الذين شاركوا في إحياء ذكرى 14 آذار من مختلف البلدات والقرى، زحفوا للمشاركة وتأكيد سلسلة لاءات مفصلية، أبرزها "لأ لوصاية السلاح". "ما نراه اليوم ليس ثورة أرز ثانية، من قال إن الأولى انتهت؟" هذا ما عبّر عنه الناشط في حزب الكتائب عيسى متى، موضحا: "إن 13 آذار فرصة للتذكير بالثوابت الوطنية، وقطع الطريق على كل من يحاول إفراغ الذكرى من مضمونها". على رغم مرور 6 سنوات على ذكرى 14 آذار، فإنّ المشهد نفسه تكرّر، وكأنها البارحة، أعلام تعانق السماء، حماسة تغمرالشباب، وهيصات تعلو بمختلف اللكنات. ولكن، ما تميّزت به هذه الذكرى أنّ كل منطقة مشاركة كان لأبنائها رسالة خاصة، بصرف النظر عن العناوين الكبرى والشعارات المرفوعة. "جئنا نجدّد ثقتنا ودعمنا للرئيس سعد الحريري، ولا نريد أحدا سواه رئيسا للحكومة". هو واحد من الأسباب التي دفعت أبناء بلدة إقليم الخرّوب إلى المشاركة في الذكرى. في هذا الإطار، أوضح محمّد ياسين أنّ للإقليم رسالة مزدوجة، فقال: "منذ اللحظة التي رفعت فيها 14 آذار لاءاتها حتى، بادر النائب وليد جنبلاط إلى انتقادها، لذا نؤكّد له أنّ للإقليم كلمته بصرف النظر عن مواقفه السياسية". وأضاف: "بعدما سقطت الأنظمة الديكتاتورية المجاورة، فإسقاط سلاح "حزب الله" لم يعد تعجيزيا". تحت راية "شباب الجبل"، زحف شبان وشابات من مختلف المناطق الدرزية الجبلية، ليؤكدوا أنهم "قلبا وقالبا" مع هذه المناسبة. في هذا الاطار، قال سامر جابر، "إذا غيّر وليد جنبلاط خطّه السياسي، هذا لا يعني أنّنا تخلّينا عن ثورة الأرز". وأضاف: "أهل الجبل لا يمكنهم ان ينسوا ما تعرّض له الجبل في 11 أيار". منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، تجمّع كثير من الشباب، بعدما شكّلت عاليه إحدى أبرز نقاط التجمّع، فقال جابر: لعاليه رمزية خاصة عند الجنبلاطيين، ومن خلال مشاركتنا نتمنّى لو أن الرئيس وليد جنبلاط يعود لينضمّ إلى قوى 14 آذار". وأضاف: "في شتّى الأحوال، مشاركتنا لا تقف عند هذا الحد، إنما تهدف إلى اظهار تمسّكنا بلبنان السيّد الحر الموحّد، ونحن على ثقة بأنّ "جنبلاط" قلبه مع 14 آذار". من جهته، اعتبر أيمن يوسف "أن 14 آذار مناسبة لنتذكر مَن قتل المعلّم كمال جنبلاط؟ وعلى أي أساس شاركنا في الانتخابات النيابية؟"، وتابع: "قد يظن بعضهم لوهلة أنّ ابناء الجبل يُسيَّرون. صحيح أنّ زعيمنا وليد جنبلاط، لكن أي شاب لبناني، بصرف النظر عن طائفته، يطمح إلى العيش في بلده بكرامة وحرية، لا أن يبقى خائفا من السلاح". وأكّد يوسف أنّ "الزعامة في الجبل تتبدّل، إنما ما يبقى هو لبنان الواحد، واذا تلكأنا عن المشاركة في 14، قد نخسر لبنان.فلأبناء الجبل كراماتهم". إضافة إلى رزمة الرسائل التي حملها شباب الجبل، قال ماجد الحكيم: "جئنا نطالب بالحقيقة والمحكمة الدولية، ولا وجود لسلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية"، مضيفا: "أتينا نؤكّد مبدأ الاشتراكية الصحيحة. قد نتفهّم موقف النائب وليد جنبلاط الذي يحاول من خلال سلسلة مواقفه الأخيرة تجنيب لبنان حربا أهلية، لكن لأبناء الجبل موقفهم الخاص". وتعليقا على العدد الكبير من المشاركين من شباب الجبل، قال كريم حمادة نجل الشهيد الحيّ مروان حمادة، "إنّ عدد شباب الجبل بهذا الحجم يوضح مرة أخرى أن الجمهور يسبق قادته. منذ سنوات سبقنا أهالي الجبل إلى المشاركة في ذكرى 14 آذار، وفي الذكرى السادسة على التوالي أكّدوا ثبات موقفهم". أما بالنسبة إلى الشباب الطرابلسي، فقد أكّدوا انهم عمدوا إلى المشاركة بكثافة، وفاء منهم للرئيس سعد الحريري. فقال محمود المانعي: "بقيت طرابلس محرومة سنوات طويلة، ولم يلتفت أحد إليها إلّا الحريري: أمّن الخدمات الاستشفائية والتعليمية لكثيرين من أبناء المنطقة". وأضاف: "من حق الحريري ترؤّس الحكومة المقبلة، وأقل ما يمكن فعله، تأكيد دعمنا له". كما اعتبر المانعي أنّ "احتفاظ طائفة من دون أخرى بالسلاح هو بحد ذاته طائفية". مضيفاً: "في كل مرّة يعمد فيها "حزب الله" إلى ممارسة الضغط كي يبلغ ما يتوافق مع مصالحه الخاصة". من جهة أخرى، كان لشباب مناطق الجنوب سلسلة صرخات مدوّية. فأبناء شبعا الذين التزموا رفع العلم اللبناني، أكّدوا رفضهم لأي سلاح خارج عن إطار الدولة، وقال وجيه خالد: "نرفض أي سلاح خارج عن إطار الدولة والجيش اللبناني. شبعنا مزايدات، و"بهورات". آن الأوان لتكون كلمة الفصل في الجنوب للدولة والقانون". أما بالنسبة إلى أبناء يارين، فلم يترددوا في نقل الضغوط التي تعرّضوا لها لمنعهم من المشاركة، فتخبر سماح خلف: "بصرف النظر عن الضغوط الكلامية التي حذرتنا في ما لو شاركنا، فقد عمد أحدهم صباحا الى إثارة بلبلة فحواها أنّ الباصات المخصّصة لنقلنا معطّلة". وتابعت قائلة: "في كل الأحوال، أتينا لنصرخ "لأ" في وجه التدخلات الإيرانية ومختلف القوى الخارجية التي تضعف البلد، وتسعى إلى تغيير النظام الديموقراطي الحرّ في لبنان"، مؤكدة "أنّ في وجه السلاح الكلمة أقوى سلاح، وصوت الحرية يبقى الأقوى". بعد مرور 6 سنوات على إعلان ثورة الأرز، أكّد شباب لبنان مرة جديدة أنهم حرصاء أكثر من أي وقت مضى على الاهتمام بما أنجزته قوى 14 آذار.

السابق
هل من استهداف لـ”انجيلية – النبطية”؟
التالي
أهالي النبطية: لإقفال مكبّ عشوائي للنفايات