بوادر خلاف بين السياحة والثقافة

"لبنان والسياحة بألف خير"، هذا ما أكده وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن "التحضيرات جارية لمهرجانات الصيف 2011". وغمز من قناة المتخوّفين من الفراغ الحكومي في البلد، ليوجّه رسالة "إلى السيّاح الذين لا نراهم اليوم في لبنان، لنقول لهم إننا في انتظارهم، وتشكيل الحكومة هو في مساره الطبيعي".لكن إعلان الوزير عبود الأخير أن "مهرجانات 2011 ستقام في لبنان الذي سيكون المحطة الثقافية الحضارية الفنية في المنطقة"، دونه معوقات قد تؤدي ربما، وبحسب الوزير إلى "عدم مجيء الفنانين الأجانب إلى لبنان"، وهذا التخوّف يعود إلى الضرائب المفروضة عليهم "من هنا وهناك"، إلى جانب عملية دعم المهرجانات التي تتم حينا وتغيب حينا آخر.

الوزير عبود وضع، في حديث إلى "الجمهورية"، إصبعه على جرح ما تواجهه المهرجانات من معوقات مع مطلع كل صيف، فقال: "للسياحة اللبنانية أهمية قصوى، وتزيد أهميتها حتما، لو استطاع منظمو المهرجانات الحصول على الدعم اللازم وفي الوقت المناسب. لكن الواقع عكس ذلك، فالوزارة لم تسدد بعد قيمة الدعم المطلوب لبعض مهرجانات أقيمت في العام 2009، وهناك فواتير متراكمة منذ العام 2005".

وسأل :"ما معنى أن تدعم الدولة ثلث كلفة المهرجان، وفي المقابل تفرض ضرائب من هنا وهناك؟"، وتابع: "إن وزارة الثقافة مثلا، تعمل في الوقت الراهن على فرض ضريبة بنسبة 10 في المئة على الفنانين الأجانب عند دخولهم الأراضي اللبنانية، وهي مخصصة لدعم صندوق تقاعد الفنانين. أنا لست ضد هذا المشروع، لكن هل ان التمويل الأساسي لهذا الصندوق سيتم من المهرجانات لتصبح عندئذ دعوة أهم الفنانين الأجانب للمجيء إلى لبنان، شبه مستحيلة.

حدّد عبود أنواع الضرائب المفروضة على الفنانين الاجانب كالآتي: الضريبة على القيمة المضافة TVA المفروضة على تذكرة السفر (إنّ غالبية المهرجانات غير مسجلة فيها، وبالتالي لا يمكن استرجاعها)، ضريبة الدخل على الفنانين محليين وأجانب، وأخرى على بطاقة السفر، ضرائب الأمن العام، وضريبة الـ 10 في المئة المستحدثة من قبل وزارة الثقافة".

أضاف: "كل ذلك يسهل اتخاذ قرار عدم تحصيل الضرائب من المهرجانات، عندئذ يمكننا التوقف عن الدعم. لأن كل هذه الضرائب توحي بأننا غير جديين في إعطاء صورة عالمية عن المهرجانات الفنية في لبنان.

واقترح موارد عدة لتأمين تمويل صندوق تقاعد الفنانين اللبنانيين، منها: كازينو لبنان، اللوتو اللبناني، فرض ضريبة على المطاعم قد تكون من خلال طابع مالي بقيمة 250 ليرة، وغيرها، "بَدل تأمينها من الفنان الأجنبي الذي يسدد ضرائب عديدة سبق وذكرناها"، وكأننا نقول له "لا تفكر في المجيء إلى لبنان"، أو كأننا نشجّع على توقيع عقد معه خارج لبنان بالقيمة الحقيقية، وعقد آخر داخل لبنان يصرّح عن 10 في المئة فقط من القيمة الحقيقية.

وعمّا إذا كان التأخّر في تشكيل حكومة جديدة، يعوق استقطاب الجمهور لحضور المهرجانات تحديدا وسياحة الربيع والصيف المقبلين عموما، قال عبود: "السياحة كما نعلم، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاستقرار الأمني في البلد. وفي ضوء نصائح دول غربية عديدة بعدم المجيء إلى لبنان في الفترات السابقة، وتوجيه السيّاح باتجاه الدول العربية الأخرى كمصر وغيرها، تبيّن مدى جهل هذه الدول بحقيقة الأوضاع في الشرق الأوسط، إذ تأكد في الوقت الراهن أن لبنان هو البلد الأكثر أمانا، والوضع الأمني فيه ممسوك بيَد من حديد.

وكشف وزير السياحة عن حملة إعلامية – إعلانية تنظمها وزارة السياحة، "لإظهار سلامة الأوضاع في لبنان واستقرارها"، متمنيا من وسائل الإعلام كافة، معاونتها في ذلك، "لأن الوضع الأمني في لبنان قد يكون الأكثر أمانا في المنطقة".

وختم: وَضعنا بألف خير ونتمنى نقل هذه الصورة على حقيقتها، ولا سيّما في ما يتعلق بالسياحة، إذ هناك عدد من إخواننا العرب لا يستطيعون الذهاب إلى مصر وتونس وغيرهما، ونقول لهم "أهلا وسهلا بكم في لبنان".

السابق
بري إتصل بعمرو موسى مشيدا بموقف الجامعة من الوضع في ليبيا
التالي
تتعدد الأسباب والنوبات واحدة!