إسرائيل تنتقم لـ”إيتمار” بتكثيف الاستيطان!

تعرضت مناطق عدة في الضفة الغربية أمس لاعتداءات المستوطنين، فيما شنت قوات الاحتلال حملة تفتيش من بيت لبيت واعتقلت عدداً غير معلوم من الفلسطينيين، في أعقاب مقتل خمسة مستوطنين طعناً بالسكين في مستوطنة إيتمار قرب مدينة نابلس.
هذه العملية أصابت الحكومة الإسرائيلية بالصدمة، ودفعتها إلى الإسراع بإلصاق تهمة التورط بها بحركة "حماس"، فيما طلبت المساعدة من الرئيس محمود عباس لكشف الفاعلين وإلقاء القبض عليهم. وسارعت الحكومة المقالة، التي تديرها "حماس" في قطاع غزة، إلى نفي أي علاقة للحركة أو فصائل المقاومة بعملية قتل المستوطنين الخمسة، رغم أن فصائل عدة في غزة باركت العملية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، طاهر النونو، في بيان، إن الحكومة "تتابع عن كثب التصعيد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة زج قطاع غزة وإقحامه بحادث القتل في مستوطنة إيتمار، في محاولة لتبرير عمل عدواني ضد القطاع".
وكان خمسة مستوطنين إسرائيليين من عائلة واحدة قد قتلوا في ساعة مبكرة من فجر أول من أمس، إثر هجوم على منزلهم في مستوطنة إيتمار القريبة من نابلس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن متحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن مسلحاً اقتحم منزل عائلة المستوطنين وهاجم الزوجين وثلاثة أطفال (11 عاماً، ثلاثة أعوام، وثلاثة أشهر) بسكين، وطعنهم خلال نومهم حتى الموت ثم لاذ بالفرار. ولم يقتل طفلان آخران كانا في المنزل، فيما عادت فتاة في الثانية عشرة من عمرها إلى المنزل ليلاً واكتشفت مقتل أفراد العائلة وأبلغت الجيران.
وادعت التحقيقات الأولية التي تجريها الاستخبارات الإسرائيلية أن متسللين قفزا فوق السياج الأمني للمستوطنة عند الساعة العاشرة من مساء الجمعة الماضي، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وذكرت مصادر إسرائيلية أن عباس هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً له عن إدانته لمقتل المستوطنين الخمسة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو أكد لعباس أن الإدانة "لا تكفي، بل يجب عليه التصدي للتحريض ونبذ العنف، ليس من منطلق المصالح السياسية، بل لأنه ظاهرة غير أخلاقية". وهذا أول اتصال بين عباس ونتنياهو منذ توقف محادثات السلام بين الجانبين في الثاني من تشرين أول الماضي.
وطلب نتنياهو من السلطة الفلسطينية تقديم المساعدة لإسرائيل لإلقاء القبض على منفذي العملية، قائلاً إن "إسرائيل لن تمر مرور الكرام على الاعتداء الإرهابي".
وكان عباس قد أكد في بيان مقتضب بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عقب العملية، رفضه وإدانته لكل "أعمال العنف الموجهة إلى المدنيين مهما كان مصدرها وأسبابها". وقال "إن العنف لن يولد سوى العنف، والمطلوب هو الإسراع بإيجاد حل عادل وشامل للصراع" الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي.
من جهتها، أدانت اللجنة الرباعية الدولية العملية، داعية إلى إحالة مرتكبيها على العدالة. ودعت إلى جلب المسؤولين عن الحادث للمثول أمام العدالة، مرحبة بإدانة عباس والقيادة الفلسطينية للحادث.
في هذا الوقت، نددت القيادة الفلسطينية بشدة بقرار الحكومة الإسرائيلية المصدّقة على بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات الضفة الغربية، في رد أولي على العملية، بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. وأدان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، "تصاعد اعتداءات" المستوطنين الإسرائيليين على مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بعد عملية مقتل المستوطنين الخمسة. وشدد على أن "تحقيق الأمن والاستقرار والسلام للجميع يتطلب البدء الفوري بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفي مقدمتها القدس الشرقية".
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، في اجتماع طارئ عقب العملية في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس، منحها الضوء الأخضر لبناء "مئات الوحدات السكنية" في مستوطنات في الضفة الغربية. وقال مكتب نتنياهو إن "اللجنة الوزارية المكلفة المستوطنات قررت بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات غوش عتصيون، ومعالي أدوميم، وأرييل، وكريات سيفير".

السابق
13 + علامة على الخطّ = 14
التالي
فتفت لـ”ميقاتي”: عن اي كلام فتنة تتحدث؟