“مفاجأة نتنياهو”: عرض لضم “الاتحاد القومي”

فاجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الوسطين السياسي والإعلامي في إسرائيل، من خلال التقارير الإعلامية التي تحدثت عن سعيه لضم حزب الاتحاد القومي اليميني المتطرف إلى حكومته، في وقت كانت فيه تلك الأوساط مشغولة طيلة الأيام الماضية بالحديث عن الخطة السياسية التي يعتزم نتنياهو طرحها في ضوء الجمود السياسي، بهدف التخفيف من العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل.
وذكرت صحيفة «هآرتس»، في تقرير لمراسلها للشؤون الحزبية يوسي فيرتر، أن نتنياهو اقترح أخيراً على كتلة «الاتحاد القومي» اليمينية المتطرفة الانضمام إلى حكومته. وكشفت عن أنه أجرى اتصالات مع رئيس كتلة «الاتحاد القومي» عضو الكنيست يعقوب كاتس، لكن هذه الاتصالات وصلت لغاية الآن إلى طريق مسدود، بعدما رفض نتنياهو الاستجابة لمطلب الحزب اليميني المتطرف بالإعلان عن تنفيذ أعمال بناء استيطاني واسعة النطاق في القدس الشرقية المحتلة ومستوطنة «معاليه أدوميم».
واقترح نتنياهو على كاتس، خلال الاتصالات، تعيينه وزيراً وتولي حقيبة الرفاه أو حقيبة تطوير الجليل والنقب ،التي يتولاها حالياً نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم. وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ«هآرتس» إن الاتصالات لم تنجح «لأن نتنياهو رجل مبادئ».
وأضافت الصحيفة أن سعي نتنياهو إلى ضم «الاتحاد القومي» أثار استغراباً ودهشة في الحلبة السياسية الإسرائيلية، في ظل الحديث عن خطة «بيبي» للانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وتسليمها للسلطة الفلسطينية، إذ كيف يستوي الحديث عن مبادرة سياسية لكسر الجمود السياسي وفتح آفاق جديدة أمام التسوية، مع السعي إلى ضم أكثر الأحزاب يمينية في إسرائيل، الذي يرفض فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها، ولا يزال يؤمن ويطالب بـ«أرض إسرائيل الكاملة»، ويدعو إلى مواصلة الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية.
ورأى سياسيون إسرائيليون أن توجه نتنياهو إلى حزب يميني متطرف مثل «الاتحاد القومي» لضمه إلى حكومته يعني أنه لم يعد هناك أي احتمال لضم حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، يعتزم السفر في بداية الشهر المقبل في «مهمة سياسية شديدة الأهمية» إلى واشنطن، سيبحث فيها مع كبار المسؤولين الأميركيين في مستقبل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فيما سيعود المبعوث الخاص لأوباما الى الشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل، إلى المنطقة في الأسبوع المقبل لاستطلاع جهود استئناف المفاوضات على ضوء ما تسرّب من خطّة نتنياهو.
من جهتها، ذكرت «هآرتس» أن بيريز أعرب خلال الأيام الأخيرة، في محادثات مغلقة، عن قلقه من انعكاسات الجمود السياسي الراهن على مكانة إسرائيل الدولية، وعلى علاقاتها مع مصر والأردن، كما عبّر عن خيبة أمله من تصريح نتنياهو خلال جولته أول من أمس في غور الأردن، التي قال فيها إن الجيش الإسرائيلي سيظل منتشراً على امتداد نهر الأردن في أي تسوية سياسية مستقبلية.
من جهته، حذر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز من أن عدم استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يعني أن المواجهة المقبلة ستكون مسألة وقت ليس إلا، حسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة. وأضاف أنه لا يعتقد بأن نتنياهو أعد أي خطة سياسية.

السابق
نجاد في عيون منتقديه: ذكيّ محنّك لم ينجز شيئاً
التالي
تجميد أرصدة القذافي دونه ألغاز شائكة..