خطة نتنياهو المرحلية الخروج من العزلة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس مقالاً للبروفسور أرييه أرنون من معهد فان لير، رأى فيه أن الحكومة الإسرائيلية تضيع وقتها في الحديث عن تسوية موقتة، وتتهرب من تقديم مبادئ الحل الدائم للنزاع مع الفلسطينيين. وكتب:
"يعتقد الكثيرون في إسرائيل ان استمرار الوضع القائم يشكل خطراً علينا، فقد أثبتت أحداث الأشهر الاخيرة في منطقتنا صعوبة الاستمرار إلى ما لانهاية في حرمان الفلسطينيين حقوقهم. فالثورة غير العنيفة قد تنشب عندنا، وقمعها بالقوة أمام معارضة العالم هو سيناريو يثير الهلع.
في رأي وزير الخارجية (إفيغدور) ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان "التسوية الموقتة" هي المخرج الوحيد الممكن، فلا مجال للموافقة على اتفاق دائم. وما يمكن الموافقة عليه هو "سيطرة إسرائيلية على المناطق المحاذية للمناطق الفلسطينية بما في ذلك غور الأدرن، مع إبقاء موضوعي القدس واللاجئين خارج التسوية، ومواصلة البناء في غالبية المستوطنات بما في ذلك القدس الكبرى".
يدرك وزير الخارجية ورئيس الوزراء، وكل الذين يقترحون التسوية الموقتة أن لا حظوظ لنجاحها. البعض يقترح أن يصار إلى صوغ مبادئ الاتفاق الدائم منذ الآن على ان يؤجل تنفيذها إلى وقت آخر، ولكن إلى متى ؟ لا أحد يجيب عن السؤال. ويبدو ان الهدف ليس التوصل الى تسوية حقيقية وإنما الخروج من العزلة الدولية.
لماذا لا يمكن التوصل الى اتفاق دائم؟ وهل هناك من يظن أنه يستطيع صوغ اتفاق دائم سري؟ وهل من الممكن الموافقة على مبادئ الاتفاق الدائم من دون وضع جدول زمني له؟ بالطبع لا.
إن الاقتراحات في شأن الاتفاق الموقت هي مقدمة لسلسلة معروفة من الخطوات الأحادية الجانب، التي لا تقدم جواباً حقيقياً لا لإسرائيل ولا للفلسطينيين، مثلما أثبت الانسحاب الأحادي من غزة. يومها استخدم (رئيس الوزراء سابقاً أرييل) شارون المناورة عينها: فقد أعطى العالم ما يريده من غير ان يدخل في نقاش التسوية الدائمة.
يتعين علينا العودة الى مراجعة الاتفاق مع مصر الذي يعود الى أكثر من 30 سنة. فقد تطرق هذا الاتفاق إلى القضية الفلسطينية، والى إطار للاتفاق. وجاء فيه " بعد تسوية مرحلية تستمر خمس سنوات، تجرى مفاوضات على الوضع النهائي للمناطق الفلسطينية".
لقد مرت سنوات كثيرة مذذاك. وتزايد عدد الإسرائيليين الذين يعيشون هناك من عشرات الآلاف إلى 300 ألف مستوطن (من غير أن نأخذ في حسابنا أحياء القدس الواقعة وراء الخط الأخضر). لقد استغلت إسرائيل مرور الزمن من أجل تسجيل وقائع على الأرض، وتحويل المناطق الفلسطينية جزءاً من إسرائيل.
ليس للفلسطينيين حقوق فعلية في المناطق وهم يخضعون للاحتلال. وهذا هو السبب الأساسي وراء نزع الشرعية عن إسرائيل. إن تضييع الوقت في المناقشات التي لا طائل تحتها في شأن التسوية الموقتة، والتهرب من التسوية الدائمة لا يخدم أحداً، وخصوصاً أولئك الذين لم يتخلوا عن أمل العيش بسلام جنباً الى جنب".

السابق
14 آذار تؤسس لمرحلة جديدة تحت عناوين السيادة والعدالة وإنهاء السلاح
التالي
نديم الجميل: جنبلاط أوّل من حرّض جمهور 14 آذار ضد السلاح