نصرالله كيف قتل الحريري في “اليوتيوب”؟

قد يصاب أي باحث عن الفيلم الكرتوني الشهير «الأسد الملك» (the lion king)، بالخيبة لدى إيجاده نسخة معدلة عنه، ومستخدمة لغرض سياسي… وطائفي.
والفيلم الذي أنتجته «شركة ديزني» بثلاثة أجزاء، وتحوّل بعدها الى مسرحية موسيقية، لينجح في استقطاب الآلاف من الصغار والكبار، يستخدم اليوم كوسيلة لإحداث فتنة بين الشيعة والسنة. أما بطلاه الأساسيان فهما الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بدور الأسد الشرير «سكار»، الذي يأمر الضباع الجائعة بقتل أخيه الأسد الطيّب «موفاسا» المتمثل بالرئيس رفيق الحريري.
قامت مجموعة عرّفت عن نفسها بـ«أشبال 14 آذار» بتعديل مشاهد الفيلم على طريقتها، لإعداد فيلمها «المذهبي» تحت عنوان «من أجل حرية لبنان، لن ننسى». ويبدو أن الفيلم المفبرك، الذي عرضته قناة «الجديد» خلال نشرتها الإخبارية منذ يومين، قد انطلق على موقع «يوتيوب» تزامناً مع حملة الرابع عشر من آذار، ضد سلاح المقاومة. مدته دقيقة و51 ثانية، واعتمدت فيه الحوارات على اللهجة اللبنانية، مع استخدام اللكنة الجنوبية عند الضرورة.
ويتناول فيلم «ديزني» بنسخته الأصلية شخصية الملك الأب وهو الأسد «موفاسا» وابنه الشبل الوريث «سمبا»، الذي يتعلم أن عليه أن يحارب من أجل استعادة عرشه المفقود. و«لموفاسا» أخ شرير هو «سكار»، الذي يغار من ابن أخيه الذي سيرث العرش، فيصمم على أن يغتصب العرش لنفسه. وتنتهي القصة بتحالف الأسد «سكار» ضد أخيه مع الضباع الجائعة، عبر دفع «موفاسا» من على صخرة كبيرة، ليموت تحت أقدام القطيع.
وشاهد الفيلم المفبرك حتى يوم أمس أكثر من ثلاثة عشر ألف زائر. وأثار غضب عدد من مناصري المعارضة الذين هاجموا مفبركيه بلغة قاسية. فاتهمهم أحدهم بأن «الرابع عشر من آذار يلجأون لتحقيق ما يحلمون به عبر الأفلام الكرتونية، وهم يطبقون تعليمات الإدارة الأميركية». بينما أكدّ آخر أن «14 آذار قد نفدت من كل وسائل البروباغندا للترويج لثورتها». وبعض التعليقات صدرت عن حياديين أعربوا عن أسفهم «للوصول الى هذا المستوى».
واستُهلّ الفيلم بخطاب بين الملك الطيب «موفاسا» وابنه «سمبا» على الشكل التالي:
موفاسا: اسمع يا سعد كل ما تراه أمامك هذا لبنان، هو بلد لجميع اللبنانيين، وزمن الحاكم مثل الشمس تشرق وتغيب. وسيأتي يوم تغيب شمسنا وتشرق شمس قائد جديد.
سمبا: وبيحكم كل لبنان؟ حتى المنطقة الموجودة في المربع الأمني (تركيب صورة من المربّع).
موفاسا: هذه المنطقة خارج صلاحيتنا وخطيرة جدا. هذا جزء من لبنان. اسمع يا بني، هناك مصالح ترضخ للمصالح الخارجية (عرض صورة تجمع السيد نصر الله مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد)، وكل شيء في لبنان يجب أن يكون تحت توازن معين، حتى يصل كل واحد لحقه من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.
سمبا: حتى الموجودون داخل المربع الأمني؟
موفاسا: التوازن ضروري حتى تكون جميع الأحزاب والطوائف راضية. بالنتيحة نحن شعب واحد.
ثم ينتقل المشهد الى الأسد الشرير «سكار» والضباع الجائعة:
الضباع : سيد حسن، الشعب يستقوي برفيق، من المستحيل أن نقدر عليهم.
«سكار»: لا يوجد مشكلة من دون حل.
الضباع: جربنا كل شيء ولا يوجد أمامنا الا حل واحد. ما الذي تقصده أن نقتل رفيق؟
سكار: هيدا المطلوب!
وينتهي الفيلم بمشهد «سكار» وهو يخاطب» موفاسا» أثناء رميه في واد عميق: «الوداع أيها الرفيق»، ليسقط في مسرح جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
عنوان الفيلم على «يوتيوب»: the lion king – story of lebanon

السابق
العودة إلى سياسة النبضات
التالي
“المجلس الشيعي” مرذولاً من “أهله”