صور تعتصم ضد “النظام الطائفي الفاسد”

لم يمنع الطقس العاصف مجموعة من شباب منطقة صور من إمضاء ليلتهم داخل خيمتين مشرعتين على موج البحر والريح. فقد نصبوا خيمتي «إسقاط النظام الطائفي» عند حديقة دوار الاستراحة على مدخل صور الشرقي، وزيّنوهما من الخارج بشعارات ولافتات وعدد من الأعلام اللبنانية، كدلالة على إزالة أي هوية سياسية مباشرة للمعتصمين.
ومع نصب الخيمتين في صور أمس، أضحت المدينة الجنوبية، ثالث المدن اللبنانية التي يقام فيها اعتصام مفتوح لإسقاط النظام الطائفي ورموزه بعد صيدا وبيروت. وكان قد سبق للمعتصمين في صور أن شاركوا في التحركات المطالبة بإسقاط النظام، وإقامة الدولة العلمانية المدنية في 26 شباط الماضي، و6 آذار الجاري. وأكدوا على أن اعتصامهم سلمي، والهدف منه دفع حركة الشباب نحو التغيير ومواجهة الفساد والمحسوبيات.
وإلى جانب لافتة كبيرة كتب عليها «باطل، باطل، باطل.. الطائفية مرض قاتل»، انشغل الناشطون الآتون من عدد من البلدات والقرى المحيطة بصور، بتثبيت خيمتهما تحسباً لمزيد من السوء في الأحوال الجوية، فيما كان آخرون يتواصلون مع رفاق لهم لحشد المزيد من الشباب، ولا سيما من فئة المتخرجين العاطلين عن العمل، مبدين عدم اكتراثهم بأخبار العاصفة المقبلة.
ويقول ابن صور العشريني محمد حجازية: «لقد أمضينا ليلتنا الأولى في الخيمتين. وسنبقى معتصمين لنيل مطالبنا العادلة المتمثلة بإسقاط النظام الطائفي، الذي يعيث فساداً. ويهجر الشباب اللبناني». ويؤكد الشاب الذي أنهى دراسته المهنية حديثاً على «أن تحركنا مستقل، ولا يرتبط بأي روزنامة حزبية أو سياسية، فهدفنا واضح وهو التغيير الديموقراطي، وبناء وطن لكل لأبنائه». ولا يقل حسن عطوي الآتي من بلدة عيتيت، المجاورة لصور، حماسة عن حجازية، مشيراً إلى أنه يشارك في «الاعتصام المطلبي والديموقراطي من موقعي المستقل». ويلفت عطوي إلى أن «التحرك في صور هو جزء من التحركات المتواصلة في بيروت وسائر المناطق، من أجل إسقاط النظام الذي يتعارض مع حقوق الإنسان، من خلال التمييز الطائفي وحصرية التمثيل». ويقول عطوي: «أنهيت دراستي في برمجة الكمبيوتر، ولكنني حتى اليوم لم أجد فرصة عمل تؤمن مستقبلي الاجتماعي في ظل النـظام الموجود».
وعلى الرغم من امتلاك المعتصم حسن قبيسي من بلدة القليلة لبستان حمضيات. اندفع إلى المشاركة في «الاعتصام الشبابي الداعي إلى إسقاط نظام الطوائف والمحاصصة»، كما يقول. ويدعو قبيسي «الشبان والشابات إلى الانخراط في التحركات حتى تحقيق المطالب المحقة والعادلة»، مشيراً إلى أن المعتصمين تجمعهم «قواسم مشتركة، وهي اننا مغبونون نتيجة النظام الطائفي القابض على طموحات الشباب ومستقبلهم».
كما أكد الناشط حسام جعفر على أن الاعتصام في صور «سيكون بداية لسلسلة من التحركات السلمية لإسقاط نظام الطوائف والمحاصصة والفساد والزبائنية».

السابق
السلاح، والطائفية أيضاً !
التالي
هل تشمل رياح التغيير لبنان الذي سلّم حرياته وطوّقته الطوائف؟