قـبـلان قـبـلان يسد فراغ المستقبل بالبقاع

قبلان قبلان

يكفي أن تتجول في بعض القرى البقاعية وأن تقف عند آراء أهلها لتدرك ما فعله رئيس محلس الجنوب التابع لحركة أمل قبلان قبلان، يسألني أحدهم: “كيف أحصل على رقم الحاج قبلان؟”، فأرد بسؤال آخر: “ولماذا تريده؟”، يسحب نفساً عميقاً من سيجارته ويجيب: “بدي زفتّ هالطريق .. جماعتنا ضعاف ومش طالع بإيدهم شي”، وهكذا دواليك. الجميع يحدثك بالطريقة عينها، الجميع يبحث عن “سوبر مان”، عن شخص يستطيع أن يُقدم إلبهم ما يصبون إليه من خدمات، وإن متواضعة.

إستيقظت باكراً على وقع ضجيج “جبّالة” الباطون، هرعت مسرعاً إلى شرفة منزلنا لأستطلع الحدث، الجميع يردد: “محمود أبو حمدان يُعبّد طرق القرية .. محمود أبو حمدان يعبّد طرق البقاع”، لم أكن، يومها، أعلم من يكون هذا الرجل، كل ما أذكره يندرج في إطار الفرح العظيم، لأنه، وأخيراً، بات بإمكاننا أن نلعب كرة القدم دون صراع مرير مع الحصى!

كان محمود أبو حمدان، الوزير السابق، حاضراً عند كل مفترق يتعلق بالتنمية. فما أن تسأل جارك، مثلاً، عن خدمة تتعلق بتعبيد طريق أو تأهيل مدرسة أو تركيب أعمدة كهربائية .. إلخ، حتى يسارع إلى منحك رقم هاتف محمود أبو حمدان مرفقاً بتعليق بسيط: “ما إلك إلا هيدا”…

وبالفعل، إستطاع الرجل أن يجتاح البقاع من أقصاه إلى أقصاه بخدمات شخصية وعامة وصلت إلى حدود غير مسبوقة. صحيحٌ أنها من الحقوق الأساسية لأبناء المنطقة، لكن الصحيح والمنصف أن نعترف بأن ما قدمه محمود أبو حمدان للمنطقة تخطى، بأشواط، ما قدمه الكثيرون.

اليوم، محمود أبو حمدان أصبح من الماضي لأسباب لا أودّ الخوض في نقاشها. أردت فقط أن أستحضر تجربة الرجل وبصماته لأدخل عبره إلى تجربة مماثلة، هو الحاج قبلان قبلان، رئيس مجلس الجنوب، الذي استطاع، بفترة وجيزة، أن يتحول إلى مرجعية إنمائية وإلى منظومة خدماتية ضخمة.
يكفي أن تتجول في بعض القرى البقاعية وأن تقف عند آراء أهلها لتدرك ما فعله رئيس محلس الجنوب التابع لحركة أمل قبلان قبلان، يسألني أحدهم: “كيف أحصل على رقم الحاج قبلان؟”، فأرد بسؤال آخر: “ولماذا تريده؟”، يسحب نفساً عميقاً من سيجارته ويجيب: “بدي زفتّ هالطريق .. جماعتنا ضعاف ومش طالع بإيدهم شي”، وهكذا دواليك. الجميع يحدثك بالطريقة عينها، الجميع يبحث عن “سوبر مان”، عن شخص يستطيع أن يُقدم إلبهم ما يصبون إليه من خدمات، وإن متواضعة.

قبلان قبلان يجتاح البقاع الغربي برمته. الجميع يُحدّثك عن مآثره ودماثته ونشاطه، كل رؤوساء البلديات يودون مجرد اللقاء به. كل الفعاليات تطرق أبوابه طمعاً بخطب وده، وهو الرقم الأول ودونه كل الأرقام، يقول أحد هذه الفعاليات، ويضيف: “هو الخلاص، بل المرجعية، بعيداً من المحاور التقليدية التي شيّدت إمبراطورياتها السياسية على الوعود .. والوعود فقط”.

ملاحظة: قبل الشروع في كتابة هذا النص، طرأ عطل مفاجئ على الشبكة الكهربائية، فحضر موظف الصيانة على عجل، سألته، في ما سألته، عن إمكانية تركيب بعض الأعمدة التي تحمل التيار الكهربائي نحو نهاية الطريق، فأجابني: “أكيد .. بس بدّك واسطة”، ثم إتجه نحو أذني وأخذ يهمس على وقع منخفض: “قـبـلان قـبـلان”.

 

 

السابق
مجلس النواب: الى التمديد درّ
التالي
جورج كلوني خبير «وول ستريت»