ترك قرار الهيئة الاتهامية في الشمال، بالتوسع في التحقيق بقضية مقتل رولى يعقوب الذي كان من المفترض أن يصدر قبل ستة أشهر، بعض الأمل في نفوس عائلتها ومحبيها في أن تحصل رولى على حقها. وألا تتحول إلى مجرد رقم يضاف الى سجل النساء المعنفات وهي التي دفعت روحها ثمنا لسكوتها على التعنيف المستمر الذي كانت تتعرض له بحسب ما يؤكد جيران رولى.
وكانت عائلة رولى قد تقدمت بطلب استئناف اعتراض على القرار الذي صدر منذ ستة أشهر، بوقف التعقب بحق زوج رولى في ما أسند إليه والذي يبرئ الزوج من التهم الموجهة له. إلا ان الرد على طلب الاستئناف جاء يوم أمس.
“لا أريد سوى العدالة لعل روح ابنتي ترقد بسلام”، تقول ليلى والدة رولى عقب تبلغها من محامي العائلة بقرار الهيئة الاتهامية. لم تضع ليلى الوقت فتوجهت إلى المقبرة التي اعتادت أن تزورها صباح كل يوم منذ وفاة إبنتها الوحيدة قبل عام، لتتشارك معها فرحة الخبر”، كما تقول. وتضيف: “لقد تضرعت إلى الله في ليلة القدر، بأن ينصف ابنتي ويعيد لي أحفادي الخمسة اللواتي حرمت منهن منذ وفاة والدتهن. وبالفعل استجاب الله لدعائي على أمل أن يكون التحقيق منصفا لروح رولى هذه المرة، وأن يتم الاستماع الى إفادة الجيران والشهود الذين سمعوا صوت رولى في ذلك اليوم المشئوم وشاهدوها مضرجة بدمائها على الأرض والعصا بجوارها، وشعرها متناثر في كل مكان، فضلاً عن من شاهدها في المستشفى وهي مضبغة من كثرة الضرب”.
وتشدد الوالدة على “أن القضاء اللبناني قتل رولى ثلاث مرات. الأولى، عندما لم يوافقوا على طلب تشريح جثتها عقب وفاتها مباشرة بل جاء قبول الطلب بعد مضي 90 يوما على وفاتها. والثانية، عندما جاء تقرير لجنة الأطباء متناقضا، وأخيرا عندما برأوا زوجها من الجريمة. فأتمنى أن تحصل رولى هذه المرة على حقها وأن يعاقب المجرم القاتل الذي قام بقتلها أمام بناتها الخمس. فحرمها وحرمني منهم وهم من رائحة ابنتي الوحيدة”.
لم تتقبل ليلى أن تعيش وحيدة بعد أن كان منزلها الصغير يعج بالأحفاد، فقامت بتجميع كل صور ابنتها وأحفادها وعرضهم في صالون المنزل. “لم يبق لي سوى الذكريات وقد بت أتكلم مع الصورة وأشتمّ رائحة ابنتي من قطعة الملابس الوحيدة التي بقيت لها في المنزل”. تضيف: “أطلب أقسى عقوبة لكرم البازي، وأتمنى له الموت وأن تبكي عائلته التي تراجعت عن كل التزاماتها أمامنا، كما بكيت أنا وأن تحترق قلوبهم كما فعلوا بي. إذ ان شقيق كرم كان يهدده بتقديم شكوى إلى المطران منصور بحال استمر في ضرب زوجته، وعندما وقعت الحادثة أفاد بأن كل ما نقوله كذب وأن أخيه كان يعامل رولى معاملة جيدة”.
وأفاد محامي العائلة ريمون يعقوب “أن الهيئة الاتهامية وضعت يدها على الملف، وهي ستعيد التحقيق مجدداً، وسيتم الاستماع إلى الشهود الذين ذكرت أسماؤهم سابقا في التحقيق ولم يتم الاستماع لهم”. وأضاف: “نحن متفائلون في طلب التوسع في التحقيق لأن القاضي لو لم يجد ثغرات في القضية لما قبل الطلب”.
