وعادت حماس إيرانية!

حركة حماس وإيران
استطاعت السياسة الايرانية المتقدمة أن تعيد الامساك بالورقة الفلسطينية باستعادة حركة حماس الى حضنها السياسي، عبر استيعاب موقفها المبدئي الملزم لها شعبيا في الوقوف ضدّ النظام السوري. فتعاملت ايران مع هذا الموقف كملف منفصل يسبب اختلافا ولكنه لن يتطور الى خلاف يمكن ان يؤدي الى عداء بين الدولة الاسلامية الشيعية والحركة الاصولية السنية الفلسطينية، وذلك كله في سبيل هدف استراتيجي مشترك يحكمه مصير واحد بينهما.

استطاعت السياسة الايرانية المتقدمة أن تعيد الامساك بالورقة الفلسطينية باستعادة حركة حماس الى حضنها السياسي، عبر استيعاب موقفها المبدئي الملزم لها شعبيا في الوقوف ضدّ النظام السوري. فتعاملت ايران مع هذا الموقف كملف منفصل  يسبب اختلافا ولكنه لن يتطور الى خلاف يمكن ان يؤدي الى عداء بين الدولة الاسلامية الشيعية والحركة الاصولية السنية الفلسطينية، وذلك كله في سبيل هدف استراتيجي مشترك يحكمه مصير واحد بينهما.

علن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، في مقابلة تلفزيونية، يوم الخميس 24 حزيران، أن إيران زودت المقاتلين الفلسطينيين في غزة بتكنولوجيا لصنع الأسلحة.

ونقل موقع قناة “العالم” التلفزيونية على الإنترنت عن لاريجاني قوله: “تتوفر اليوم لمقاتلي غزة قدرة جيدة، ويؤمنون بأنفسهم ما يحتاجون إليه من أسلحة”.

لذا يرى محللون أن الحرب القائمة على غزة، منذ مطلع الشهر الحالي من قبل العدو الاسرائيلي، كشفت أن صواريخ حماس التي ضربت العمق الإسرائيلي، إضافة لعملية الكوماندوس التي قام بها أربعة عناصر من حماس تسللوا من البحر وهاجموا قاعدة عسكرية اسرائيلية، أن الحركة ضاعفت قدراتها العسكرية بمساعدة “حليفتها” ايران.

وقال الكولونيل ريتشارد كيمب من مركز رويال يونايتد سيرفيسز للابحاث في لندن إن “حماس منيت بخسائر كبيرة على يد قوات الدفاع الاسرائيلية في 2012 ولكن منذ ذلك الوقت اعيد تجهيزها بشكل كبير من قبل ايران، وايضا بأسلحة من سوريا”.

وتشمل القدرات الصاروخية لحماس، صواريخ فجر – 5 الإيرانية الصنع التي يبلغ مداها 75 كلم وصواريخ ام-75 المصنعة في غزة ويبلغ مداها 80 كلم. والصاروخان قادران على بلوغ تل ابيب والقدس.

غير ان الجديد هو حصول حماس على صواريخ ام-302 المصنعة في سوريا والتي يصل مداها الى 160 كلم.وقد سقط الثلاثاء الماضي قبل ثلاثة أيام أحد هذه الصواريخ على بلدة الخضيرة التي تبعد 116 كلم شمال غزة، فيما قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية الاربعاء ان اثنين من هذه الصواريخ تحطما في البحر قرب ميناء حيفا على بعد 165 كلم شمال غزة. واذا ما تأكد ذلك يكون ابعد هدف لصاروخ اطلق من غزة.

وتدرك حركة حماس ومن خلفها ايران أن اسرائيل ليست في وارد احتلال قطاع غزة لأن ذلك سوف يرتد عليها خسائر سياسية جسيمة دوليا، وكذلك خسائر عسكرية غير مجدية لأن نهاية أية حرب على غزة سوف تكون إعادة سحب جيشها الى خارجه تحت الضغط الاميركي والدولي. ومن هنا فإنّ إيران التي فهمت اللعبة وتستغل الموقف الدولي من أجل الاستفادة منه لأقصى درجة، تطلق صواريخها باتجاه إسرائيل معلنة أنها ما زالت لاعبا اساسيا في الشرق الأوسط، لا يمكن الضغط عليها من أجل وقف دعمها للنظام السوري ولحزب الله من جهة، كما انه لا يمكن للمفاوضين الغربيين في الملف النووي تهديدها بعودة تجديد العقوبات بعد تعثر في تلك المفاوضات الاسبوع الماضي.

وبالنتيجة فإن السياسة الايرانية المتقدمة استطاعت أن تعيد الامساك بالورقة الفلسطينية عبر عودة حماس اليها، من خلال استيعاب موقفها المبدئي الملزم لها شعبيا في الوقوف ضدّ النظام السوري. فتعاملت ايران مع هذا الموقف كملف منفصل يسبب اختلافا ولكنه لن يتطور الى خلاف يمكن ان يؤدي الى عداء بين الدولة الاسلامية الشيعية والحركة الاصولية السنية الفلسطينية، وذلك كله في سبيل هدف استراتيجي مشترك يحكمه مصير واحد بينهما، ويتقاطع معه الموقف الاسرائيلي الرافض للسلام. ويتمثل هذا الهدف بعرقلة وتأجيل التسوية السياسية التي يرعاها المجتمع الدولي والقاضية بتطبيق الاتفاقات الدولية من أجل حل مسألة القضية الفلسطينية وإحلال سلام دائم بين إسرائيل والدول العربية الراغبة فيه على قاعدة العودة لحدود عام 1967. إذ هذا من شأنه أن ينهي دور محور إيران وحركة حماس وحزب الله وسوريا بشكل نهائي، والمعروف أن هدف هذا المحور المعلن هو تحرير الأرض وباطنه تحقيق أهداف سياسية تعزز موقع اعضائه بمواجهة أعداء إقليميين أو محليين، كما هو واقع حلف “الممانعه” المنخرط فيه هؤلاء والذي لا يرى حرجا بمساندة النظام السوري ضد شعبه بحجة مقاتلة اسرائيل.

وفي هذه الاثناء يبدو المشهد غاية في السريالية ونحن نرى صواريخ حماس الايرانية تطلق باتجاه اسرائيل من ناحية، وهي نفسها تدك معاقل الثوار السوريين من جهة ثانية.

السابق
مناضلو الفيسبوك والحرب على غزة!
التالي
نصرالله اطل شخصيا في احتفال يوم القدس في مجمع سيد الشهداء الرويس