اسرائيل وحماس في دائرة اليأس

“يقول بلير إنه عندما يحاول النظر إلى الموقف على الأرض من دون اصدار احكام اخلاقية على اسرائيل أو حركة حماس، فانه يرى أن كلا منها اظهر اتقانا تكتيكيا في هذه الحرب كلا حسب طريقته وامكانياته فمن ناحية اثبتت حماس أنها تمكنت من تطوير قدراتها وظهر ذلك في تهديدها لمواقع استراتيجية بتل ابيب والتأثير على اقتصادها ومن الناحية الاخرى تمكنت اسرائيل من صد نحو 86 بالمئة من الصواريخ القادمة تجاه مدنها وبلداتها بفضل القبة الحديدية.

ويضيف أن تلك الرؤية للموقف تتلاشى نهائيا فور دخول احد المستشفيات بغزة اذ ان ما تراه من معاناة بداخلها من جثامين واصابات مروعة لاطفال ونساء وعجائز شيء لا يمكن للكلمات وصفه، أما من ناحية اسرائيل فان الذعر والمخاوف الاقتصادية هما سيدا الموقف.

وردا على تساؤل يطرحه بلير عن الثمن الذي يطلبه زعماء الجانبين مقابل تكبيد مدنييهم ثمن تلك الحرب، يقول إن اسرائيل وحماس يفتقدان رؤية مكاسب ما يحدث وخسائره على المدى البعيد، فخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اشار إلى ان هدفه هو رفع الحصار عن غزة.

لكن الهدف الذي قد لا يعلنه مشعل ابدا هو أن الحرب قد تخلص حماس من العزلة والافلاس والويلات السياسية التي تمر بها مع فقدانها لحلفائها في سوريا ومصر بعد اطاحة جماعة الاخوان المسلمين من الحكم، فيما يبدو أن هدف اسرائيل غير المعلن هو معاقبة حماس على الصواريخ وحكومة الوحدة الفلسطينية، بحسب الصحيفة.

وينهي بلير تقريره، بأن الاهداف قصيرة المدى ان دلت على شيء فانما تدل على ان حماس واسرائيل بلا رؤية فعلية للمستقبل وانهما يخوضان حربا يائسة لا طائل منها سوى مزيد من الضحايا.”

السابق
هل يوقف نصرالله اليوم قتل الفلسطينيين.. في سورية قبل غزة؟
التالي
مسيحيو الشرق…«كِبْش مَحرَقة»