المن القطني يفتك بموسم الصبار

لم يكن ينقص المزارع في هذه الأيام إلا إجتياح “المن القطني” لمحاصيل الصبار والديدان والقوارض للاشجار المثمرة والعرائش وكأنه كتب عليه ان يدفع على الدوام ضريبة المتغيرات المناخية وشح المياه.

خسائر بالجملة، وأضرار بدأت طلائعها بالخروج، وفيما الحل الوحيد هو رشها بالزيت الشتوي بمعدل 150 – 200 ملم بالإضافة الى 50 ملم مبيد حشري جهازي (ديمتوات أو كلوربيريفوس). إلا أن الوقاية لم تفلح بل ينتشر المرض بشكل سريع بسبب حالة الجفاف التي أصابت لبنان.

الصبار، أو «التين الشوكي»، الذي اعتاد المزارعون ان يزرعوه حماية لحقولهم وسياجاً لها، واصبح مع الوقت يشكل مصدر رزق للعديد منهم تفتك به اليوم حشرة المن القطني فتقضي على موسمه على الرغم من ارشادات وزارة الزراعة لأهمية وضرورة رش الصبار بالمبيدات الحشرية بمعدل مرتين الى ثلاث مرات كل إسبوعين.
يغزو المن القطني والديدان القارضة والامراض الفطرية والرمد، اشجار الصبار وعرائش العنب والرمان وغيرها من الاشجار المثمرة في منطقة النبطية حيث قدرت المساحة المزرعة في الصبار بحوالى 2500 دونم ، بشكل بات يهدد بإبادتها سيما الصبار الاكثر تضررا من انتشار ما يسمى المن القطني الذي يؤدي الى يباسها.
مصدر المن القطن الأراضي الفلسطينية وانتقلت عبر مستوطن إسرائيلي كان يعمل بمعمل صباغة واستوردها من الأرجنيتن وهي تحوي داخلها مادة إرجوانية تساعد في الصباغة وقد خرجت عن سيطرته فانتشرت في الجليل ومنها أتت الى الجنوب.
في العام الماضي انتشر المرض بسبب التغير المناخي حينها عمدت وزارة الزراعة الى توزيع ادوية على المزارعين لرش محاصيلهم بيد ان المرض تجدد هذا العام وبنسب اكبر وبالتالي فان الامور تتجه نحو خسارة كل ثمار الصبار ان لم تجر المعالجة بدقة كبيرة.
يعيش المزارع قلقا على اشجاره فتعب سنين يتجه نحو التلف، سمر فرحات تملك دونما من اشجار صبار استفحل بها “المن القطني” عمدت الى جرفها بعد ان سرت اشاعة انه يسبب الطاعون وتلفت فرحات إلى انه “اثناء جرفها تفاجأت باعداد الجرذان التي خرجت من الارض كوكر الدبابير” بحسب تعبيرها مردفة “ادركت ان سبب مرض الصبار هو الجرذ الذي يسبب بوله الطاعون وليس المن القطني”.
تعتبر عبا، عدشيت، جبشيت كفررمان حاروف اكثر البلدات زراعة للصبار بيد ان المساحة المزوعة تقلصت في السنوات الماضية ووصلت الى نسبة 40% في العام الماضي ومرشحة للارتفاع نتيجة لارتفاع درجات الحرارة نهارا وانخفاضها ليلا ما ينتج عنه الامراض.
تقول أم محمد ان “البرغش الابيض طفش على المنازل بسبب مرض الصبار الذي عربش عليه القطن الابيض نتيجة المرض” وتشير الى ان “البرغش ما ان تلمس يتحول لونه بنياً غامقًا” وتلفت الى ان “اوراق العريش تغزوها طبقة اسفنجة ما يعني خسارة الموسم الذي اعتمد عليه فانا اعده للبيع وهذه الحالة تجعل الاوراق غير صالحة” مشيرة الى ان “قسما من الصبار اجتاحه اليباس سنضطر إلى إتلافه”.
خضة زراعية كبيرة يعيشها المزارعون الذين وقعو فريسة للاحتباس الاحراري وشح المياه وما بينهما خسارة مواسم باكملها. مصدر في وزارة الزراعة لفت الى “نسبة خسارة المواسم تجاوزت الـ40 % ومرشحة للتصاعد بسبب ندرة المياه التي تركت اثرها السلبي اضف الى ان 60 بالمئة من المزارعين تأثروا سلبا بسبب شح المياه ما سبب تفشي الحشرات التي تعشق الحرارة نهارا والبرودة ليلا فتنمو بشكل سريع. ويلفت المصدر الى انه اذا استمر الجفاف على هذا المنوال فاننا نتجه نحو التصحر ومع ذلك نعول على تساقط الامطار العام المقبل “.
تعتمد وزارة الزراعة الرصد الخماسي لنسبة الامطار السنوية وبحسبها يتم وضع تقرير عام للواقع الزراعي وبحسب المصدر “فاننا عبرنا بعامي جفاف ان عوض العام المقبل بالامطار وتخطى المعدل العام فذاك يعني استعادة الامال واذا لا، للاسف فالتصحر يقترب منا”.
وسط قساوة الظروف المناخية المقرونة بأزمة مياه وارتفاع اسعارها فان الواقع الزارعي وتحديدا الاشجار المثمرة تتجه نحو التقلص وانتشار مزيد من الامراض التي ستفتك بها عاجلا ام اجلا.
المهندس الزراعي محمد علي احمد يرى أن “الإصابة كبيرة وتتطلب مكافحة شاملة بل إبادة جماعية للصبار”، وبرأي علي أحمد فإن “مكافحتها يجب أن تتم بشكل دوري كل ثلاثة أسابيع مرة وترش بمبيد حشري مع زيت معدني”، ولفت علي احمد الى أنه بالتعاون مع وزراة الرزاعة تم بحث الموضوع مع مصلحة الأبحاث للتوصل الى علاج للمرض بمثابة عدو حيوي ولكنه يحتاج الى وقت”.
ويعتقد علي احمد “أننا نتجه نحو الأسوأ إذ كلما تدهور الوضع الصحي للاشجار المثمرة كلما أصبحت مقاومتها أضعف وأن الجفاف مشكلة كبرى تهدد المحاصيل كافة ولكننها نأمل ان تمطر لكي نكمش الوضع قليلا”.

السابق
مواقف سيارات ..للنساء فقط!
التالي
زوج كيم كارداشيان يتجسس عليها!