حركة أمل المنهكة ترسم حدودها بلبنانية تنقص حزب الله

نبيه بري
حزب الله هو الذي "يهادن" حركة أمل وليس العكس. ويعرف كثيرون أنّه إذا أراد من احتلّ لبنان في ساعتين، لاحتلّ الطائفة في 5 دقائق. لكنّه يترك لبرّي دورا لا يستطيع حزب الله، أو لا يريد لعبه. لكن ماذا لو "ركب" التحالف الإيراني – الأميركي؟ ألا يصير منصب رئيس مجلس النواب حاجة لحزب الله، مع انتفاء حاجات الصوت العالي ضدّ المنظومة الدولية؟ الجواب واضح لدى القريبين من الرئيس برّي: حركة أمل اليوم أقوى من أيّ وقت مضى وهي ترسم حدودها بـ"لبنانية" لا يملكها غيرها.

حزب الله هو الذي “يهادن” حركة أمل وليس العكس. ويعرف كثيرون أنّه إذا أراد من احتلّ لبنان في ساعتين، لاحتلّ الطائفة في 5 دقائق. لكنّه يترك لبرّي دورا لا يستطيع حزب الله، أو لا يريد لعبه. لكن ماذا لو “ركب” التحالف الإيراني – الأميركي؟ ألا يصير منصب رئيس مجلس النواب حاجة لحزب الله، مع انتفاء حاجات الصوت العالي ضدّ المنظومة الدولية؟ الجواب واضح لدى القريبين من الرئيس برّي: حركة أمل اليوم أقوى من أيّ وقت مضى وهي ترسم حدودها بـ”لبنانية” لا يملكها غيرها.

ماذا يفعل الرئيس نبيه برّي هذه الأيّام؟ بماذا يفكّر؟ ولماذا لم تتدخّل حركة أمل عسكريا في سوريا؟ ولماذا يقول مسؤولون في أمل إنّه “لو استشهد الرئيس برّي نفسه في سوريا فلا يكون عنصرا في حركة أمل”؟ وكيف اتّخذ برّي هذا القرار التاريخي بألا يدخل في الحرب الوحيدة التي خاضها حليفه السوري، منذ صار حليفه، ومنذ صار هو، الرئيس برّي، رئيسا لمجلس النوّاب في لبنان؟ وهل يفكّر في أنّ قراره هذا سيكون “رصيدا” يستند إليه في الآتي من الأيّام والسنوات؟ أم هو جزء من “توزيع الأدوار” على الساحة الشيعية، على مستوى السلطة، بين “الجيش” الذي هو حزب الله، وبين “الإدارة السياسية محليا ودوليا” وهي حركة أمل ممثّلة بالرئيس برّي؟

أسئلة كثيرة يجد الباحث عنها أجوبة محدّدة وواضحة إذا قصد محيطين بالرئيس برّي وقريبين منه.

يعرف الرئيس برّي جيّدا أنّ حركة أمل ينتش منها حزب الله منذ ولد. ويعرف أنّ حزب الله الذي مدّ أيديه إلى صحون الطوائف الأخرى، فصار له “عونا” في الشارع المسيحي (ميشال عون) و”سعدا” في صيدا (أسامة سعد) و”سليمانا” في زغرتا (سليمان فرنجية) وطيّر حكومة الرئيس سعد الحريري وجاء بحكومة يرأسها الطرابلسي نجيب ميقاتي، مع نائبين من قلب طرابلس السنية هما أحمد كرامي ومحمد الصفدي… يعرف الرئيس برّي جيّدا أنّ من صارت عينه على “لبنان كلّه” ويده في كلّ زاروب طرابلسي وصيداوي وغرتاوي وبترونيّ وكوريّ… طموحه بالتأكيد أن تكون الساحة الشيعية ملكه “على بياض”.

وما “نتوشة” نوّاب حركة أمل منذ العام 1992 إلى اليوم، ثم وزراءها وموظّفيها بالدرجات كلّها، وشبابها في المؤسسات الأمنية الرسمية، ليست إلا مقدّمة لطموح أكبر: السيطرة على العالم الشيعي اللبناني كلّه، بلغة لعبة Risk. أي أنّ حزب الله هو الذي “يهادن” حركة أمل وليس العكس. ويعرف كثيرون أنّه إذا أراد من احتلّ لبنان في ساعتين، لاحتلّ الطائفة في 5 دقائق. لكنّه يترك لبرّي دورا لا يستطيع حزب الله، أو لا يريد، أو ليس جاهزا، للعبه.

لكن ماذا لو “ركب” التحالف الإيراني – الأميركي في المنطقة؟ ألا يصير منصب رئيس مجلس النواب حاجة ولزوما لحزب الله، مع انتفاء حاجات الصراخ والصوت العالي ضدّ المنظومة الدولية؟ وما الذي قصده وزير الخارجية الأميركي جون كيري حين تحدّث عن رئيس مجلس نواب لبناني يحاكي تطلّعات الشارع؟ هل قصد أنّ رئاسة مجلس النواب قد تكون هدية أميركية إلى حزب الله في حال “سمع الكلمة” في سوريا؟

الجواب واضح لدى القريبين من الرئيس برّي: حركة أمل اليوم أقوى من أيّ وقت مضى. (!) وحركة أمل لا تستطيع استيعاب التزاحم الكبير على دخولها. وحركة أمل في رصيدها “لبنانية” لا يحملها غيرها. وفكر الإمام موسى الصدر هو أن يتعايش الشيعة مع إخوانهم من الطوائف الاخرى. وأن يكونوا لبنانيين أولا. وأن يندمجوا في مجتمعاتهم لا أن يكونوا جزءا من مشاريع خارجية. وعاجلا أم آجلا سينتبه الشيعة إلى هذا الأمر. وسيعودون إلى حضن الوطن. وحركة أمل ستكون هي التي تستوعب هذه اللبنانية التي دائما يعود اللبنانيون إليها مهما ابتعدوا، ومن أيّ طائفة كانوا.

هكذا، وسط مشهد إقليمي ودولي ومحليّ استثنائي ومتغيّر… ترسم حركة أمل حدودها بـ”لبنانيتها” فقط. فهل هذا يكفي؟

السابق
أمسية موسيقية في عيناثا
التالي
الصين ستشارك للمرة الاولى في مناورات بحرية بقيادة الولايات المتحدة