’أجواء الحريري ـ عون’ إلى أين؟!

انقسمت الآراء في التيار الوطني الحر، حيث رأى البعض أن تصويت تيار المستقبل لجعجع يعني نهاية كل الغزل بين الحريري وعون، فيما قال آخرون من تكتل التغيير والإصلاح إن جعجع حصل على أقصى ما يمكنه الحصول عليه، وأن «المستقبل» سيبحث عن خيار آخر، وأن العماد عون لايزال خيارا جديا لدى المستقبليين ومن يقف خلفهم، وحيث يرى هؤلاء أن ترشيح جعجع محدود الصلاحية لأنه سيفقد أهليته في الجلسة الثانية بعدما يكون تيار المستقبل قد سدد «دينه» لرئيس القوات وانتقل إلى المربع الثاني بحثا عن مرشح جدي لرئاسة الجمهورية، وهنا يبدأ زمن التفاوض الجدي مع العماد عون، إلا إذا كان الحريري يناور بدوره ويختبئ خلف «عناد جعجع». قالت مصادر مطلعة إن العماد عون أكد لحلقة ضيقة من المقربين أن لقاءه مع الرئيس سعد الحريري كان أكثر من جدي ومثمر، «حيث اتفقنا على جملة من القواسم المشتركة تتمحور حول الرئاسة الأولى ومسار عمل المؤسسات الدستورية في المرحلة المقبلة».

واعتبر عون أنه في حال وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى سيكون الحريري رئيسا لحكومات عهده، لافتا الانتباه إلى أن اتفاقهما في حال حصوله وانسحابه على رئاستي الجمهورية والحكومة، سيعيد التألق إلى السلطة التنفيذية، وسيعزز التوازن بينها وبين السلطة التشريعية.

يقول مصدر في «المستقبل» إن الرئيس الحريري يدرك أن فرص كل من عون وجعجع شبه معدومة، وهو يحاول قدر الإمكان الحفاظ على التوازن في العلاقة بحيث لا «يطير» تفاهمه مع الرابية ولا يغضب معراب ويخسر التحالف معها، وتبقى الأمور في كل الأحوال بانتظار ما قد يطرأ من منعطفات ومنحنيات إقليمية قد تغير في المعادلة الراهنة. وحول العلاقة مع التيار الوطني الحر، يقول مصدر آخر في «المستقبل»: «لم تكن الأمور عظيمة إلى هذا الحد بين التيارين، المستقبل والوطني الحر، كما حاول البعض تصويرها»، إذ يلفت إلى أن «كل اللقاءات التي جمعتنا مع مسؤولين عونيين لم يتم فيها الاتفاق على أي من الملفات، وتحديدا في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، فنحن لم نجزم لعون أمر تبنيه، وهو أصلا لم يطلب من الحريري دعما»، ويقول إن «النقطة الوحيدة التي تم الاتفاق عليها، وهي لم تعد خافية بطبيعة الحال، هي حضور الجلسة وتأمين النصاب، لأنه واجب أخلاقي ووطني، وكل ما عدا ذلك تحليلات لا أساس لها من الصحة، حتى إن التقارب الذي حصل في جلسة سلسلة الرتب والرواتب لم يسبقه تنسيق، وهو كان تحالفا ظرفيا لا علاقة له بموضوع الرئاسة»، مؤكدا «أننا لم نخدع ميشال عون، ولم نتعهد إليه بأي شيء».

 

السابق
مواطن قضى سقوطا من الطابق الخامس من مبنى في الاشرفية
التالي
لبنان دخل «نفق» تعطيل الاستحقاق الرئاسي وعيْنه على «الوحي» الإقليمي