العار المهني: «الأخبار» تقع في خطأ فادح ولا تعتذر

النواب
على جريدة "الأخبار" أن تعتذر من النواب: سعد الحريري وعقاب صقر وخالد الضاهر ومحمد كبّارة، لأنّهم لم ينتخبوا سمير جعجع رئيسا للجمهورية، في حين أنّها نشرت صورهم مع من وصفتهم بـ"نوّاب العار". هذا إذا بقي شيء من الأخلاق، وإن المهنية، في هذه الجريدة.

كتب رئيس تحرير جريدة “الاخبار” افتتاحية عدد يوم الاربعاء الواقع في 23 نيسان 2014 ، اي يوم الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي سيغادر قصر بعبدا في 24 ايار الآتي ، تحت عنوان “نوّاب العار”.

وكان قد وضع على غلاف الجريدة صورا للنواب الذين من المفترض ان ينتخبوا سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية المتهم بعدد من الجرائم ومدان بعدد آخر، الذي وقّع في العام 2005  على قرار العفو عنه في المجلس النيابي 72 نائبا. هذا المجلس الذي كان ولا يزال “سيد نفسه”، ليس سوى سيد المتغيرات الاقليمية والمتحركات السياسية في البلد.

مع الاشارة الى انّ هناك نوابا مشتركين في عمليتي التوقيع. وهذا يعيدنا الى جلسة مجلس النواب التي جرت في العام 1982 حين وقع أغلبية النواب على انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية.

لكن اللافت في افتتاحية “الأخبار” هو اضافة صور 3 نواب لم يشاركوا في عملية انتخاب سمير جعجع في الجلسة الاولى، وهم النائب سعد الحريري والنائب عقاب صقر والنائب خالد ضاهر والنائب محمد كبّارة. وهم جميعا من نواب كتلة المستقبل النيابية، والثلاثة لم يحضروا الجلسات ولم يعلقوا على العملية الانتخابية كونهم خارج البلد.

إذا سلّمنا جدلا بأنّهم “نوّاب العار”، في محاكاة لأحقاد دفينة وقديمة، ربّما يمكن القول إنّ الحريري أوعز إلى نوابه بانتخاب جعجع. لكنّ صقر لم يقل ما هو رأيه. ولا فعل الضاهر، في حين أنّ محمد كبّارة أعلن أنّه لن ينتخب جعجع، خارجا على قرار كتلته، ولم يترك الأمر ملتبسا.

فهل يحقّ لأيّ صحفي أو محللّ سياسي أن يُدخل أو يعلق على مواقف شخصيات دون ان تكون هذه الشخصيات قد ابدت موقفا ما ربما قد يكون على غير ما هو حقيقة.

والسؤال هو: هل يحق صاحفيّا وسياسيا مصادرة رأي 4 أشخاص، وهم الحريري وصقر والضاهر وكبّارة، لمجرّد “القفشة” الاعلامية. فهو قال في نصّ الافتتاحية: “اليوم، يختبر الناس عيّنة من الذين اختاروهم يقفون على عتبة مرحلة جديدة من الجنون الدموي. وهم يتحسسون جباههم، مكتوباً عليها العار، العار، وليس أي شيء آخر غير العار!”.

وألا يحقّ لهؤلاء الأربعة أن تعتذر منهم جريدة “الأخبار”، هذا إذا بقي شيء من الأخلاق، وإن المهنية، في قلمه وجريدته؟

 

السابق
الجيش اللبناني اوقف 10 مسلحين في عرسال
التالي
فتفت: حـزب الله يُحرّك عون لافشال الرئاسـة