جلسة رئاسية اولى لم تنتج رئيساً والاربعاء موعد جديد

اذا كان سيناريو جلسة الانتخاب الاولى لرئيس الجمهورية متوقعا سلفا بأدق تفاصيله، و”بوانتاج” توزيع الاصوات قارب الواقع ولئن بفارق بسيط، بحيث نال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الدورة الاولى 48 صوتا والنائب هنري حلو 16 صوتا، فان اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الموعد الجديد للجلسة الثانية الاربعاء المقبل حيث يصبح مجموع الاصوات في الدورة الثانية لفوز المرشح 65 صوتا شكل المفاجأة الاولى، ليس لكونه وجه الدعوة بحد ذاتها باعتبارها واجبا دستوريا، بل لقرب الموعد في ضوء غياب التوافق حول مرشح التسوية الذي لا تبدو ظروفه مهيأة حتى الساعةـ بما يرفع منسوب توقعات عدم توفير النصاب اذا لم يطرأ طارئ يقلب المعادلة المتحكمة بالاستحقاق. اما المفاجأة الثانية فتمثلت في المغلفات السبعة التي الغيت، احدها فارغ، وتوزعت الاخرى على شهداء قضوا خلال فترة الحرب الاهلية من الرئيس رشيد كرامي الى داني شمعون ونجله طارق والياس الزايك، الامر الذي عزاه نواب 14 اذار الى الحقد المتحكم ببعض نواب فريق 8 اذار واعتبرته النائب ستريدا جعجع افلاسا سياسيا واقتراعا غير مسؤول.

بروفا وفراغ: ومع ان اثنين لا يختلفان على ان جلسة اليوم شكلت بروفا رئاسية فانها كرست الانقسام العمودي بين القوى السياسية واعادت تأكيد دور الكتلة الوسطية التي ستلعب في اللحظة المناسبة دور بيضة القبان لمصلحة الرئيس العتيد، بعدما وزعت اصواتها اليوم بين النائب هنري حلو وبضعة اوراق بيضاء، في ما توسعت رقعة الهواجس من امكان عدم حصول التسوية المفترضة التي لطالما تحكمت بانتخاب الرئيس في لبنان في خلال المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 ايار، فتدخل البلاد في الفراغ وتتولى حكومة الرئيس تمام سلام زمام الحكم الى حين نضوج الظروف والمعطيات الاقليمية التي توفر مقومات انتخاب الرئيس الجديد.

لكن مصادر سياسية متابعة للواقع اللبناني اكدت لـ”المركزية” ان دول القرار الخارجي التي ثبتت مظلة الاستقرار السياسي والامني للبنان لن تسمح بتسلل الفراغ الى الرئاسة الاولى لانه سيستجلب مخاطر عديدة على اكثر من مستوى، ويدفع في اتجاه التمديد للمجلس النيابي الممدد له، ويشكل فرصة للراغبين في الاصطياد في المياه العكرة، لضرب الاستقرار الذي يشكل خطا احمر لا يقبل الخارج المس به.

وقائع الجلسة: وكانت جلسة الانتخاب التأمت ظهرا في حضور 124 نائبا وغياب كل من النواب سعد الحريري وعقاب صقر وايلي عون الذي يعاني من ازمة صحية وخالد الضاهر الموجود في الخارج، وبعد الاقتراع وفرز الاصوات نال جعجع 48 صوتا وهنري حلو 16 صوتا والرئيس امين الجميل صوتا واحدا وبلغ عدد الاوراق البيضاء 52. واعلن بري انتهاء دورة الاقتراع الاولى وموعد الجلسة الثانية في ضوء تطيير النصاب بعدما خرج نواب تكتل التغيير والاصلاح من القاعة.

وفي ضوء نيل جعجع 48 صوتا، تبين ان ستة نواب من قوى 14 اذار لم يصوتوا له، ذلك ان النائبين مروان حماده وفؤاد السعد وانسجاما مع قرار كتلة النائب وليد جنبلاط، منحا صوتيهما لحلو، ورجحت المعلومات ان يكون النائب محمد كبارة وضع الظرف الفارغ، وبقيت هوية النواب الثلاثة الباقية في دائرة التحليل والاستقصاء لتحديدها، خصوصا انها خرقت من جهة قرار قوى 14 اذار الموحد، ولم يعرف ما اذا كانت انضمت الى فريق 8 اذار عبر خيار الورقة البيضاء ام صبت لصالح مرشح آخر من جهة ثانية، علما ان النائب حلو نال 16 صوتا هي عشرة اصوات من نواب “جبهة النضال الوطني” اضافة الى الرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي والنواب احمد كرامي ومحمد الصفدي وفريد الخازن الذي استأذن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لكونه تجمعه بحلو علاقة صداقة. ومع ان معلومات ترددت عن ان النائبين ميشال المر ونايلة تويني صوتا لمصلحة حلو الا ان مصادرهما نفت واكدت انهما اقترعا لسمير جعجع.

الصوت الابيض: اما فريق 8 اذار فرفع لواء الورقة البيضاء في مواجهة جعجع، وخرج عن اجماعه النواب زياد اسود الذي وضع اسم جيهان طوني فرنجية وعباس هاشم ونبيل نقولا اللذان اقترعا لطارق داني شمعون، وهي اوراق الغيت في حين لم تحدد هوية من اقترع للرئيس الجميل. وقد اعتبر النائب نديم الجميل انها محاولة من احد نواب 8 اذار للنيل من مقام الرئيس الجميل بتصويره انه لم ينل سوى هذا الصوت.

وفور رفع الجلسة توالت المواقف وردات الفعل، فاعتبر جعجع الذي تابع من معراب والى جانبه منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، ان ما حصل هو انتصار كبير حتى لو حاول البعض تشويهه من خلال تصرفات غير مسؤولة، مؤكدا ان قوى 14 اذار حاولت خوض انتخابات رئاسية بكل جدية وان الفريق الاخر لا يريد اجراء الانتخابات، فيما اكدت النائب جعجع ان الاقتراع لاسماء الشهداء استغلال للمناسبة. وشدد النائب ايلي كيروز على ان ترشح جعجع جدي وليس مناورة. في المقابل برر النائب ميشال عون انسحاب نواب التكتل من القاعة بانهم لمسوا ان لا احد يمكن ان يتم التفاهم والتوافق حول شخصه للرئاسة، وهم في انتظار الاجماع حول المرشح.

السابق
120 مليار دولار اختفت إبان حكم نجاد وروحاني نجمع حطام دمار مرحله حكم نجاد
التالي
لاتريبيون: لبنان ينتظر شيك الرياض ليشتري الاسلحة الفرنسية للجيش