مكب النفايات في صيدا: مطمر صحي دون معالجة!

مكب النفايات صيدا
يبدو أن لغطاً كبيراً دار خلال العام الماضي حول عملية معالجة مكب النفايات في صيدا، بعد أن تحوّل إلى عبء كبير على المدينة والمواطنين. عملية المعالجة ليست إلا تحويل مكان المكب إلى مطمر صحي، ليس أكثر من ذلك.

يقول أحد المسؤولين عن إزالة مكبّ النفايات في صيدا، الذي طلب عدم ذكر اسمه: “بعد الدراسة التي أجريت على المكب والتدقيق بوضعه، ورفض المناطق المحيطة بالمدينة استقبال الأتربة التي تنتج عن المكب، تبيّن أن المطمر الصحي هو الحل الوحيد له، خصوصاً أن المكبّ ينتشر على مساحة 90 ألف متر مربع ويقدذر حجمه بـ1.5 مليون متر مكعّب من النفايات. وكانت أقسام منه تنتشر في البحر المتوسط، مما دفع دولاً عدة للضغط لمعالجته وإزالته”.

وعن طريقة العمل المعتمدة يوضح المسؤول: “نستخدم طريقة معينة، لقد أزحنا الجزء الأكبر من المكب لتحضير أرض تبلغ مساحتها نحو 65 ألف متر مربع تشكّل مساحة المطمر الذي نحضره، من خلال حفر جورة تحيط بها عوادم وردم نظيف ثم يتم تغليفها بمواد عازلة وبيئية، أي أننا نفرش قاعدة لكيس نفايات لنضع عليها مواداً ناعمة من التراب الموجود ثم تعاد النفايات لتفلش على هذه المواد العازلة”.

وسيتم انجاز ثلاث خلايا من هذا النوع، إلا أنّ أحد المتابعين يرجّح أنّ إدارة المشروع ستعمد إلى تحضير خلية رابعة لاستيعاب المزيد من النفايات، ملمّحا إلى أنّ كميّات من النفايات تنقل إلى المكبّ من معمل المعالجة الكائن على مقربة من المكبّ.

إلا أنّ المسؤول يردّ على هذا التحليل بما يلي: “ليس مهماً اذا حضرنا ثلاث خلايا أو أربع، المهم أن مساحة المطمر لن تتجاوز 65 ألف متر مربع”.

ويشير إلى الأنابيب المغروسة في المكب من جهة البحر والهدف منها سحب الغاز الموجود في النفايات وحرقه: “بعد حرق الغاز، تتحول النفايات إلى مواد غير مضرة بيئياً، وأريد الإشارة إلى أن أرض المطمر تنحدر غرباً، لأن أرضية المطمر ستوصل بأنبوب سيجري فيه السائل الناتج عن النفايات الذي يجمع في خزان خاص وينقل إلى محطة تكرير لمعالجته”.

وعن نتيجة المشروع، يعتقد المسؤول أنّ “جبل النفايات سيتحوّل إلى هضبة سنفرش عليها عشباً اصطناعياً، وبعد مضي 7 إلى 8 سنوات ستضمحل النفايات وتتحول إلى تراب، وعندها تتحول إلى حديقة عامة ستضاف إلى حديقة عامة ستنشأ عند انتهاء المشروع بجانب المطمر وعلى مساحة تبلغ 30 ألف متر مربع”.

إلى جانب المطمر أقيم معمل لفرز النفايات، بداية تسحب منها العوادم الكبيرة، ثم يسحب منها التراب الناعم، بعدها يفرز منها أكياس النايلون بطريقة يدوية وما يبقى من نفايات سيتم رميه في الجور المقامة.

ويشرح المسؤول الموضوع: “التراب الناعم سيستخدم كأرضية والنايلون سيطمر مع النفايات”.

وعند سؤاله بطريقة مباشرة عن نقل نفايات من معمل المعالجة المقام في منطقة سينيق إلى المكب، نفى ذلك جملة وتفصيلاً، لكنه أشار إلى البحيرة التي أقيمت بجانب المكب وقال: “ربما كانت النفايات ترمى في البحيرة، لا أعرف ماذا يحصل”. يصمت لحظة ويستدرك: “لقد أخبرنا رئيس البلدية عن ذلك ومهمتنا اقتصرت على اخباره أن لا علاقة لنا بالموضوع”.

لكنّ مصادر أخرى أكدت نقل نفايات من معمل المعالجة إلى المكب ليجري طمرها هناك وقدرت الكمية بأكثر من 50 ألف متر مكعّب.

السابق
قتيل وجريح بانقلاب سيارة
التالي
الجنوب الذي لم يُتَح له أن يطبخ ثقافته على نار باردة