هجوم على فيلم «إبن الله»

أن تختصر السيرة الذاتية لمطلَق إنسان بفيلم مُدّته ساعتان مهمّة شاقّة، فما بالك إن كان هذا الشخص هو يسوع المسيح؟ هذا ما حاولَ صنّاع فيلم «Son of God» فعله قدر المستطاع ليطلقوا عملهم الديني في فترة الصوم المبارك، آملين أن يصبح فيلمهم مرجعاً شأنه شأن «Jesus of Nazareth».

ملايين حول العالم انتظروا صدور الفيلم، خصوصاً إثر الحملة الدعائية الضخمة التي سبقت إطلاقه، وكان الجمهور اللبناني على موعد مع «إبن الله» في 3 نيسان الماضي للمرّة الأولى.

لكن، وقبل عرضه في الصالات المحلية، جُوبِه الفيلم بحملةٍ معادية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوالت الصرخات الداعية إلى مقاطعته لادّعائها أنّه «مُعادٍ للمسيح»، في حين وصلَ الأمر بالبعض إلى طلبِ سحبِ الفيلم «المسيء» للمسيح، من دور العرض. وإثر هذه الجلبة، وخوفاً من أن يتوقّف عرض «إبن الله»، قصدتُ أن أكون أولى الحاضرات في السينما، متوقّعة فضيحةً من العيار الثقيل، على غرار «The Da Vinci Code».

وبما أنّني أشهد لله أوّلاً وللحقّ ثانياً، يمكنني الجزم بأنّ ما شاهدته لا يمسّ بجوهر الإيمان المسيحي، فقد رأيت أهمّ محطات في حياة المسيح تُروَى بساعتين و18 دقيقة، غير أنّني لا أنفي وجود العديد من الأخطاء. بدايةً كان من المستغرَب غياب ذِكر الروح القدس في الفيلم.

من جهة أخرى، لم يكن مبرّراً أن تظهر مريم المجدلية، في معظم المشاهد وكأنّها أحد الإثني عشر، إذ كانت ترافقهم في رحلاتهم كافّة، مستحوذةً على اهتمام العدسة أكثر من العذراء مريم. وبالحديث عن العذراء، هناك علامة استفهام حول الصورة التي ظهرت بها، فكان شعرها مصفّفاً دوماً والبوتوكس يملأ وجهها، وهي صورة مغايرة لما نعرفه عنها.

في سياق آخر كانت هناك بعض المغالطات في سردِ تفاصيل بعض القصص، مثل ظهور المسيح شخصياً على مريم المجدلية في القبر إثر القيامة، ما يتعارَض مع ما ورد في الإنجيل، في حين تابَ لصّ اليسار بحسب الفيلم، وليس لصّ اليمين كما هو متعارف، وغيرها من التفاصيل الأخرى.

هذا وأعاد السيناريو كتابة بعض عبارات المسيح، ما زاد احتمال تفسيرها بطرق تختلف عن معناها الأصلي، وقد زادت الترجمة إلى العربية، والتي تمّت في دبي، الطين بلّةً، لتجعلّ بعض الآيات تبدو مختلفة عمّا هي حقيقة.

السابق
قرار اتهامي بالاعدام لـ6 فلسطينيين فارين
التالي
رحيل نزيه خاطر حارس وجوه المدينة (1930 – 2014)