ملف رئاسة الجمهورية (7): أمين الجميّل.. أدمن السلطة وأدمته

امين الجميل
الرئيس الأسبق أمين الجميّل هو أقلّ أبناء هذه العائلة كاريزما، دون أن تجافيه جاذبيّة. وإذا كان الحظّ قد حالفه أكثر من مرّة ليبقى حيّا رغم تعرّضه لأكثر من محاولة اغتيال، فربما كي يصارع اليوم هو ونجله النائب سامي على كلّ المحاور من أجل المحافظة على إرث عائلة أدمنت السلطة والموت في آن معا. وذلك في سبيل المحافظة على عقيدتها الوطنيّة ونظرتها الجوهريّة إلى الوجود المسيحي الفاعل في لبنان.

هو سليل عائلة أدمنت السلطة واكتوت بنارها، هو شقيق الرئيس الشهيد بشير الجميّل الذي قتل قبل ان يحكم، ووالد الشهيد بيار الوزير الزعيم الشاب الذي اغتيل في عزّ توهجه وتألّقه عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقيام ثورة الأرز التي كان هو أحد مفجريها وأقطابها.

والرئيس أمين الجميّل الذي انتخب رئيسا للجمهورية فترة الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982 بعد اغتيال أخيه بشير الذي انتخب رئيسا ولم يحكم، هو قبل ذلك كلّه نجل مؤسس حزب الكتائب بيار الجميّل، الحزب الذي مثّل لعقود طويلة العصب الماروني اللبناني وقاد “المجتمع المسيحي اللبناني” في الحرب الأهليّة التي اندلعت عام 1975 ضد من أسماهم “الغرباء” من فلسطينيين وسوريين، ويسار مسلم متحالف معهم.

وبقدر ما تمثّل عودته الى منصب الرئاسة الأولى بلبنان، إذا ما حصلت، انتصارا لإرثه العائلي، فإنّها على الصعيد الوطني سوف تشكّل مفاجأة غير محسوبة وعودة على بدء وتذكير لمرحلة قاتمة من تاريخ لبنان بدأت بالإجتياح الإسرائيلي ولم تنته عام 1988 إلا ولبنان مدمّرا ومقطّع الأوصال ومفككا ترأسه حكومتان، حكومة قائد الجيش ميشال عون التي عيّنها الجميّل قبل انتهاء ولايته، وحكومة الرئيس سليم الحص التي ما لبثت أن حكمت البلد بعد عامين إثر دخول الجيش السوري بالقوة الى بعبدا في موقعة 13 تشرين الشهيرة عام 1990.

الرئيس الأسبق هو أقلّ أبناء هذه العائلة كاريزما دون ان تجافيه جاذبيّة. واذا كان الحظ قد حالفه أكثر من مرّة ليبقى حيّا رغم تعرّضه لأكثر من محاولة اغتيال، فربما كي يصارع اليوم هو ونجله النائب سامي على كل المحاور من أجل المحافظة على إرث عائلة أدمنت السلطة والموت في آن معا في سبيل المحافظة على عقيدتها الوطنيّة ونظرتها الجوهريّة للوجود المسيحي الفاعل في لبنان.

فأمين الجميّل، ولقبه العسكري “العنيد”، عندما كان مقاتلا في الكتائب في الحرب الأهليّة، هو القويّ الثالث في الشارع المسيحي اليوم، بعد رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع. وهذا الأمر يُحسب له لا عليه، إذ أنّ بقاءه بين الأقوياء يعدّ مأثرة غالية. فهو تمكّن بعناده من العودة إلى الساحة السياسيّة عام 2000 بعد إبعاده القسري خارج البلاد إثر انتهاء مدة رئاسته عام 1988. كما تمكّن من استعادة حزب الكتائب على الرغم من سيطرة حلفاء سوريا من المسيحيين على الحزب العريق وتسليم قيادته إلى حليفهم كريم بقرادوني .

السيرة الذاتيه:
ولد أمين الجميّل في بكفيا عام 1942. درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ونال الاجازة العام 1965. إنتسب الى حزب الكتائب اللبنانية عام 1960.

وانتُخب نائباً عن المتن في الانتخاب الفرعي الذي جرى في كانون الاول 1970، وأعيد انتخابه في دورة 1972. صار عضواً في المكتب السياسي ورئيساً لإقليم المتن الكتائبي عام 1972.

وأسّسس مجلة “لي ريفاي” الناطقة باللغة الفرنسية. ثم انتخب رئيسا للجمهورية عام 1982 بعد اغتيال شقيقه الرئيس بشير.

تعرّض لمحاولات اغتيال عدة ابرزها تلك التي وقعت في شباط 1975 ولاحقاً في حزيران 1979 واصيب بجروح طفيفة في وجهه. ونجا من محاولة اغتيال ثالثة عام 1984 احبطت قبل اقلاع الطائرة التي كانت ستنقله الى اليمن.

متأهّل من السيّدة جويس تيان وله ثلاثة أبناء: بيار، نيكول وسامي النائب. وله مؤلّفات عدة، أهمها: “الرهان الكبير”، و”رؤية للمستقبل”.

السابق
هيئة التنسيق تعلن يوم 29 نيسان المقبل يوم اضراب وتظاهر لحسم السلسلة
التالي
تشييع الانتحاري معين ابو ظهر في صيدا