حزب الله: انسحابه من سوريا وهم

حزب الله في سوريا
كثرت التحليلات والتسريبات التي ظهرت مؤخرا والتي تتحدث عن قرب موعد سحب حزب الله مقاتليه من الداخل السوري. وكان ابرزها ما جاء على لسان الرئيس ميشال سليمان متناولا الموضوع بشكل واضح.

كثرت التحليلات والتسريبات التي ظهرت مؤخرا والتي تتحدث عن قرب موعد سحب حزب الله مقاتليه من الداخل السوري. وكان ابرزها ما جاء على لسان الرئيس ميشال سليمان متناولا الموضوع بشكل واضح.

هؤلاء المحللون يرجعون رأيهم الى التقارب الايراني الاميركي المرتقب، او الى انسحابه “التكتيكي” من الشارع عبر سحب حواجز “الامن الذاتي”، او الى اقتناعه اخيرا بخطإ غرقه بدم الشعب السوري ووقوفه الى جانب النظام، او انه ما عاد قادرا على دفع الاثمان الباظه ماديا ومعنويا. تحليلات افتراضية لا تعكس البتة حقيقة الواقع وقوة الترابط العضوي مع نظام الاسد، ووجودية المعركة هناك. وأضف العلاقة الشخصة المتينة جدا التي تربط بين بشار الاسد والسيد حسن نصرالله… وما يمكن لهذه العلاقة الخاصة ان ترخي بظلالها على قرارات حزب حاضر ان يخوض حربا شعواء مدمرة تنفيذا لمجرد “وعد” من الامين العام لوالدة اسير، فكيف اذا كان هذه المرة “الوعد” لرئيس دولة. وطبعا فان كل ما تقدم لا يمنع من محاولات تمويهية قد يلجأ اليها الحزب لمحاولة الحد من خسائره، خصوصا بعدما فشل بتحقيق تبدلات ميدانية كبيرة كان قد وعدنا بها في حال سقوط مدينة القصير. (واثبتت الايام بعدها ان الاحداث بسوريا اكبر بكثير من ان تتأثر بشكل دراماتيكي بمجرد سقوط حي هنا او مدينة هناك). كأن يعتمد اسلوب تغيير العناوين او تبديل العلم، وابتكار راية جديدة يقاتل من خلالها على طريقة “سرايا المقاومة”.

وهذا قد يحصل بعد اشراك مقاتلين لبنانيين من احزاب اخرى تدور بنفس الفلك السوري ومن دون اي تبديل حقيقي لواقع الحال سوى الايحاء بنشوء واقع جديد “افتراضي” يوهم من خلاله الحزب بانسحابات “افتراضية” قد يحتاجها الحزب في المرحلة القادمة ليس الا. هذه الالاعيب يجيدها الحزب تماما. وقد اثبتت جدواها وسهولتها. مستعينا على ذلك بامبراطوريته الاعلامية الضخمة وبجمهوره الحاضر دوما ليرى فقط ما يسمعه منه، وان يشعر بما يقال له. هكذا يمكن ايضا فهم بعض التسريبات الحزبية التي تتحدث بهمس عن خلافات داخل حزب الله بين وجهتي نظر، واحدة يقودها الامين العام وتقول بضرورة الانسحاب من سوريا، واخرى يقودها “العسكر” من خلال قادة ميدانيين يشددون على اهمية الاستمرار بالقتال الى جانب النظام. وهم يجهزون الآن كما يُعلن عن معركة استراتيجية اخرى، هذه المرة في منطقة وجبال القلمون. ما يعني ان الحديث عن اي انسحاب مرتقب قبل حصول تسوية سياسية تضمن بقاء الاسد على سدة الحكم ليس اكثر من وهم

السابق
مناورة قتالية للمغاوير مع وحدات من المشاة والمدفعية والقوات الجوية
التالي
عونيو جزين يطردون النازحين منها